| «راضي» بائع مناديل تجاوز السبعين ويعول «ولاده الرجالة»: «نفسي في كشك»

عينان صغيرتان تذرفان الدموع وتنظران إلى خالقها، لتدعوه أن يرحمه من قسوة الأيام وتبديل الحال، وجسد مقوس عمره 72 عامًا، تضرب به برودة الجو ولكن قلبه المليء بالإيمان يعطيه الدفء، وأصابع وهنة تتشابك مع بعضها وتنتظر الفرج.  

كان راضي أحمد، شابًا نشيطًا يعمل في أي شيء يدر له دخلاً حلالا، ويحتفظ بكل قرش يحصل عليه ليكوّن أسرة ويشعر بحلاوة الاستقرار، وهو ما حدث بالفعل ولكن الحال لم يدم طويلًا، فبعد وفاة زوجته منذ 17 عامًا، تاركة له حملًا ثقيلًا «يقطم الظهر»، رفض «راضي» الزواج مرة أخرى ليكمل رسالته تجاه أولاده، لينتهي به الحال على الرصيف أمام محطة مترو فيصل، يبيع المناديل والكمامات في كرتونة صغيرة.

«راضي» يتجول بالشوارع لتربية أبنائه

يعيش «راضي» في منطقة الشوربجي بمحافظة الجيزة، وأفنى حياته في تربية أبنائه الأربعة، إلا أنه يشعر بالأسف تجاههم بسبب عدم قدرته على تعليمهم وتنوير عقولهم، ليصبحوا أشخاصًا فعالة ومؤثرة في المجتمع، فالظروف كانت أقوى: «عندي عزة نفس وعمري ما مديت ايدي، أو قولت لحد اديني حاجة».

اعتقد «راضي» أن رعايته لأبنائه في شبابه ستكون داعمة له في كبره بتسليم الحمل لهم، ولكن جاءت المكافأة مأساوية بعد سنوات من الشقى والتعب، إذ يلزم الأبناء الأربعة المنزل دون عمل وينتظرون الطعام من عجوز تخطى الـ70 عامًا، ويعاني من ضعف في سمعه ووهن جسده المنحني الذي يحتاج إلى الراحة التامة: «عيالي شباب كبار في سن الـ30 بس مبيشتغلوش ولا حد فيهم اتجوز، أجي أكلمهم يقولوا بندور يا بابا ومفيش شغل قاعدين في البيت وأنا اللي بصرف عليهم وبعمل كل حاجة».

يحصل «راضي» على معاش 420 جنيهًا ويعيش مع أبنائه في شقة صغيرة بإيجار 500 جنيه، ويحصل في اليوم على 50 جنيهًا: «العيشة صعبة واليومية اللي بجبها مبتكفيش لقمة عيش حاف» .

رسالة «راضي» لأصحاب القلوب الرحيمة

ويطلب «راضي» من أصحاب القلوب الرحيمة بمد يد العون له وتوفير كشك صغير يحميه من برودة الجو، ومساعدة  أولاده على العمل بأي شيء حتى يذوق طعم الراحة التي هجرته منذ سنوات عديدة، كما يدعو لهم بالزواج والاستقرار ليرى أحفاده ويلعب معهم طالما حلم.