خمسة أشهر مرت على حجازي حسن، البالغ من العمر 62 عامًا، قضاها في حالة حرجة، بعد سقوطه من الدور الخامس أثناء عمله في مجال المقاولات، ليصاب بكسور متعددة في الظهر والحوض بالإضافة إلى كسر بالساق اليسرى والذراع اليمنى، واعتقد الأب الستيني أن أولاده سيهتمون به مثلما فعل معهم، ولكنه فوجئ بمعاملة قاسية ونكران وجحود، وتخلوا عنه ورفضوه بعد أن أصبح مريضًا لا يقدر على العمل، ليحصد العجوز سنوات حبه وحنيته، وحشية وقسوة.
«حجازي» تخلى عنه أبناؤه في أزمته
حجازي حسن محمد، اعتاد العمل في مجال المقاولات والإنشاءات، وكان وقته مخصصًا لعمله وأولاده فقط، وفي أحد أيام عمله بأحد المشروعات في محافظة الإسكندرية، تعرض لحادث مروع إذ سقط من الدور الخامس، ليُنقل إلى المستشفى في حالة سيئة للغاية، وبعد خروجه منها، اختار البقاء وسط أولاده ليحظى باهتمامهم وحبهم، وعاد إلى القاهرة بعربة إسعاف لكنه صدم عندما رفضوه وتركوه وحيدًا رغم حالته الصحية، ليفترش الشارع وحيدًا غير قادر على الحركة ويعيش على مساعدة المارة، يبكي في بعض الأحيان من قسوة القدر وغدر أبنائه به، لتستضيفه دار رعاية: «عم حجازي فضل عايش في الشارع حوالي أسبوع، وكان بيعاني من كسور عديدة بجميع أنحاء الجسم، اصفرار في العين، جروح سطحية متفرقة، انخفاض في ضغط الدم، بالإضافة إلى قرح فراش بالظهر، نقلناه الدار واهتمينا بيه وكان أكتر حاجة صعبانة عليه أن محدش من أولاده سائل فيه»، بحسب حديث محمود وحيد، صاحب مؤسسة معانا لإنقاذ إنسان لـ«».
«وحيد»: ولاده مش عايزينه ومش سائلين فيه
5 شهور قضاها المشرد الستيني في رعاية الدار، كان في بدايتها في حالة صحية سيئة ويتمنى أن يستيقظ ضمير أبنائه ويسألون عنه ولو لمرة واحدة فقط: «احنا لقيناه في منطقة بولاق التابعة لمحافظة الجيزة،ولما سألناه قالنا إنه حاول يروح يعيش في بيت أخوه المتوفى، لكن مراته كانت سيدة عجوز، فرفضت استقباله، علشان كده عاش في الشارع، هو حاليا حالته اتحسنت جدًا، وفك السلك اللي في إيده، وبدأ يتعافى بشكل جسدي كامل، وحالته النفسية كمان بقت أفضل، هو كان نفسه أن ولاده يتصلوا بيهن لكنهم رافضين تماما أنهم ياخدوه أو حتى يسألوا عليه، وربنا يقدرنا ونعوضه عنهم».