تمثال منحوت بشكل يفوق الخيال، تراه كأنك ترى الأديب والكاتب الروائي الراحل نجيب محفوظ بشكل حي، فعند رؤيته تظن أن بُعث للحياة من جديد، ليلتقط معه أعداد كبيرة من الزائرين الوافدين على معرض القاهرة الدولي للكتاب، في نسخته الـ 53، الذي يقام تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي.
فكان من أكثر الأسئلة رواجًا من قِبل الزائرين على المعرض، من هو الفنان الذي قام بنحت هذا التمثال الذي يشبه الحقيقة بنسبة 100%؟، وكيف تم نحته؟، وما هي المواد المُستخدمة لنحت تمثال الأديب نجيب محفوظ؟، ليجيب عن كافة الأسئلة النحات الذي صنع ذلك التمثال، ألا وهو الدكتور أحمد عبدالفتاح، المدرس بكلية الفنون الجميلة جامعة حلوان.
وفي تصريحات خاصة خلال حديثه مع «»، قال «عبدالفتاح»، إن ذلك التمثال منحوت منذ أربع سنوات، وكان عينة لمتحف شمع سيتم إقامته بالعاصمة الإدارية الجديدة، ولكن توقفت فكرة المتحف لفترة لأسباب ما، ليتم وضع التمثال في الماسة، ثم وضع في مكتبة العاصمة الإدارية، ومؤخرًا نُقل التمثال لمعرض الكتاب بالتجمع.
الأدوات المُستخدمة لنحت تمثال الأديب نجيب محفوظ
أما عن الأدوات المستخدمة في نحته فأوضح «هو مصنوع من خامة تسمى «البوليستر»، فهي خامة من البلاستيكات وبها نسبة كبيرة من الشفافية؛ من أجل محاكاة جلد الإنسان، زمان النوع ده من التماثيل كان بيتعمل من الشمع، ولكن حديثًا بقا يتعمل من البوليستر والسيليكون»، كاشفًا عن نوع تمثال نجيب محفوظ، بأنه يسمى بالهايبر رياليزم، وذلك يعني شديد الواقعية.
«الهايبر رياليزم، بيكون معمول فيه مسام البشرة والتلوين بطبيعية شفافة، وتركيب شعر»، هكذا تحدث الدكتور أحمد عن التمثال وتفاصيل صنعه قائلا إنه يعمل في هذا النوع منذ عام 2011، فهو أول نحات مصري حرص على تصنيع هذا النوع من التماثيل في مصر، «أنا أول واحد عملت الهايبر رياليزم في مصر».
صعوبة نحت التمثال
ليكشف النحات البارع، بأن نحت هذا النوع من التماثيل في غاية الصعوبة، ولا بد من مهارة النحات بأسلوب دقيق للغاية، أكبر من الطبيعي، لعمل كافة التفاصيل، ولابد من وجود مجموعة من التقنيات يجب بأن يكون النحات مُلم بها، مثل تركيب الشعر وأعمال التلوين، «معظم النحاتين مش بيبقوا مهتمين بالتلوين، لكن الهايبر رياليزم بيكون تلوين مختلف، مهمة جدًا تكون الشفافة زي لون بشرة الإنسان».
وقت العمل في التمثال
وكشف الدكتور عبدالفتاحأنه انتهى من صنع تمثال الكاتب نجيب محفوظ؛في شهر واحد ليوضح بأنه من المفترض والطبيعي بأن يتم نحته في 3 شهور، مثلما يحدث في متحف «مدام توسو» الذي يعد أكبر متحف شمع في العالم، «أي حد بينحت النوع ده بياخد 3 شهور، الحمد لله ربنا وفقني وعملته في شهر واحد».