ضحكات استقرت على وجوههم وهم يلتقطون حبات البطاطس من الطين، ويعبئون بها أجولة ناصعة البياض كقلوبهم، مستبشرين بموسم الحصاد فى محافظة الدقهلية، وما يحمله من خير للمزارعين والأهالى.
«الدقهلية» أول محافظة زرعت البطاطس في عهد «محمد على» بقرية «الطويلة» مركز طلخا
رجال وسيدات وصبية خرجوا من بيوتهم مبكراً إلى الحقول لحصاد البطاطس، متحدين عوامل الطقس السيئة والبرد الشديد فى مشهد معتاد بالمحافظة، التى كانت أول من زرع البطاطس على مستوى محافظات الجمهورية، تحديداً فى عهد محمد على، بقرية «الطويلة» فى مركز طلخا، وفقاً لما أوضحه لـ«» المهندس رمضان بدران، مدير عام إدارة البساتين والخضر بمديرية الزراعة بالدقهلية، مشيراً إلى أن مصر تحتل المركز الثالث فى زراعة البطاطس، بزراعة ٣٢٠ ألف فدان تقريباً، وأن محافظة الدقهلية تزرع ٣٥ ألف فدان بطاطس.
أضاف «بدران» أن العوامل الجوية وموجات الصقيع تتسبب فى اختلاف أسعار البطاطس عن العام السابق، وأنه كلما زاد الصقيع اختلفت عملية إنتاج البطاطس.
وبحماس ملحوظ، كشف المهندس حسن السيد، مدير عام الإدارة الزراعية بـ«بلقاس»، عن الجهود المبذولة لرفع إنتاجية البطاطس: «نعمل على تعظيم عملية وحدة إنتاجية الفدان للبطاطس، بمعنى تقليل التكاليف وزيادة الإنتاج، حيث تقوم الإدارة الزراعية بإرشاد المزارعين والفلاحين لكيفية شراء التقاوى المناسبة، والعناية بالأراضى والمتابعة الجيدة، وعدم الإفراط فى التسميد، لأنه يؤثر على مراحل إنبات البطاطس، مع تزويد التربة بعناصر البوتاسيوم والكالسيوم».
تقوم مديرية الزراعة بالدقهلية بحملات توعية مكثفة للمزراعين فى الإدارات الزراعية والمراكز الإرشادية، بحسب «السيد»، مع النزول للحقول على الطبيعة للمعاينة والكشف عن الأمراض الموجودة، وتوفير احتياجات المزارع الضرورية، مع تنظيم الدورات التدريبية والتوعوية المستمرة للمزارعين، للحصول على أفضل إنتاجية ممكنة للمحاصيل الخاصة بهم.
وكانت الدولة المصرية قد بذلت فى الفترة الأخيرة جهوداً كبيرة من أجل دعم الصادرات، من خلال فتح أسواق جديدة، وتجهيز المعامل بأحدث الأجهزة، وتطوير منظومة الحجر الزراعى، فضلاً عن جهود المنتجين والمصدرين والمزارعين المصريين، الذين استطاعوا الاهتمام بجودة المحاصيل الزراعية، وتطبيق كافة المواصفات العالمية القياسية، وأيضاً العمل فى ظل ظروف جائحة «كورونا»، وتحقيق هذا الرقم القياسى من الصادرات الزراعية، رغم ارتباك حركة النقل والتجارة الدولية.