هل يكتب مقتل القرشي نهاية «داعش»؟

حذر خبراء في شؤون مكافحة الإرهاب من الارتكان إلى نهاية «داعش» بعد مقتل زعميه الثاني في أقل من عام، مؤكدين أن ذلك لن يقضي على التنظيم الإرهابي الذي يواصل أعضاؤه البحث عن ملاذ والتخطيط لشن هجمات في مناطق تضربها الفوضى من العالم.

ووفقاً لصحيفة «نيويورك تايمز» فإن زعيم داعش «أبو أبراهيم الهاشمي القرشي» اختبأ بعيدا خوفا من تتبعه وقتله، ولم يغادر المكان الذي كان يقيم فيه أبدا معتمدا على أشخاص موثوق بهم للتواصل مع أتباعه البعيدين. وأفادت بأنه لم يقم بتسجيل مقطع مصور أو مسموع خوفا من تتبعه ولم يكن معروفا لدى معظم أتباعه.

وقالت مديرة التحرير لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا في وحدة الاستخبارات الاقتصادية براتيبها ثاكر، إنها ضربة موجعة أخرى للتنظيم، متسائلة عن مدى أهمية مقتل الزعيم في ظل تنظيم يعتمد على اللامركزية؟.

وخصصت الولايات المتحدة موارد كبيرة لقتل زعماء التنظيمات الإرهابية مثل أسامة بن لادن مؤسس القاعدة، وأبو مصعب الزرقاوي الذي قاد القاعدة في العراق، وأبو بكر البغدادي سلف القرشي، إلا أن هذه التنظيمات عاودت الظهور في أشكال جديدة وأكثر قوة أو ببساطة استبدلت الرؤوس القديمة بأخرى جديدة، بحسب «نيويورك تايمز».

واعتبرت الصحيفة أن مقتل القرشي أدى إلى حرمان داعش من سلطة دينية وعسكرية رئيسية في الوقت الذي تعرض فيه للهزيمة بالفعل في سورية والعراق، وفقد عدد كبير من المقاتلين، ويواجه الآن فراغا محتملا في القيادة.

غير أن خبراء في مجال مكافحة الإرهاب قالوا إن التنظيم أصبح أكثر انتشارا واعتمادا على اللامركزية، ما سمح له بالاستمرار، فيما ترى الصحيفة أنه حتى لو لم يعد لدى داعش إمكانية الاحتفاظ بأرض كما حدث في سورية والعراق، مما قلل من قدرته على تسويق نفسه على أنه «دولة»، فقد أثبت قدرته على تنفيذ هجمات عسكرية منسقة مدمرة.

وكان هجوم الشهر الماضي على السجن في الحسكة، الذي يؤوي المئات من المتشددين المعتقلين أكبر عملية ينفذها التنظيم منذ انهياره ما يظهر أنه مازال قادرا على شن عمليات دامية على نطاق واسع.