في واحدة من أكثر المناطق توتراً في العالم وبخوذة وسترة واقية من الرصاص، خطفت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك الأنظار اليوم (الثلاثاء) بين القوات الأوكرانية، ملقية بكل التحذيرات والمخاوف خلف ظهرها.
ورافق الوزيرة الألمانية في زيارتها إلى منطقة دونباس شرقي أوكرانيا حيث تخوض القوات الحكومية الأوكرانية والمتمردين المدعومين من روسيا معارك قائد في القوات الحكومية الأوكرانية عرض عليها الوضع العسكري الحالي.وكانت بيربوك تعتزم في الأصل التوجه إلى خط المواجهة برفقة وزير الخارجية الفرنسي جانإيف لودريان. ومع ذلك، اضطر لودريان إلى الإلغاء من أجل مرافقة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في رحلته إلى موسكو وكييف.وبدأت بيربوك رحلتها إلى أوكرانيا أمس (الاثنين) بمحادثات في كييف مع رئيس الوزراء دنيس شميكال ووزير الخارجية ديميترو كوليبا.وقالت بيربوك خلال مؤتمر صحفي مع نظيرها الأوكراني عن زيارتها لخط المواجهة: «أريد أن أبعث برسالة واضحة: نحن، معاً كأوروبيين، لا نغض الطرف ولا ننسى الأشخاص الذين يتعرض مصيرهم للخطر في هذا الصراع ونحن نقف إلى جانب أوكرانيا».ومن المقرر عقد اجتماع بين بيربوك وممثلي بعثة المراقبة الخاصة التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا في أوكرانيا التي تعد اكبر بعثة ويعمل فيها 1300 موظف ويشارك فيها مراقبون من 44 دولة، من بينهم 40 مراقبا من ألمانيا.وستلتقي بيربوك خلال الساعات القادمة بالبعثة في مدينة ماريوبول وينوهرادني الساحلية، كما ستتحدث إلى ممثلات المنظمة غير الحكومية بارخينجا (الحارسة)، التي تقدم مساعدات قانونية ونفسية لمئات اللاجئات والنساء اللائي يعشن بالقرب من خط المواجهة منذ عام 2015، لتختتم جولتها بتفقد محطة ضخ مياه في ماريوبول التي تم تحديثها بمساعدة ألمانية.وتواجه خطة السلام في منطقة دونباس قدمتها ألمانيا وفرنسا في العاصمة البيلاروسية مينسك عثرات كثيرة خصوصاً بعد تبادل أوكرانيا وروسيا الاتهامات بارتكاب انتهاكات.وكثف القادة السياسيون في جميع أنحاء أوروبا جهودهم الدبلوماسية حاليا ردا على تجدد التوترات بعد أن حشدت روسيا أكثر من 100 ألف جندي بالقرب من الحدود الأوكرانية، فيما ذكر تقرير للأمم المتحدة، أن أكثر من 14 ألف شخص قتل في دونباس منذ بدء الصراع في عام 2014.