تقول «غريني»، بينما تشرق الشمس فوق هذا السهل الشاسع، وتدفئ بأشعتها الفجر البارد: «هؤلاء الأشخاص كانوا مزارعين. كانوا يحرثون الأرض وقاموا بتربية حيوانات. لا بد أن دورة العام كانت جزءا من أسلوب حياتهم».
وتضيف المسؤولة في مؤسسة «إنغليش هيريتدج» البريطانية، التي تدير الموقع الواقع على مسافة 140 كيلو مترا غرب لندن: «ستونهنج معبد متوائم مع حركات الشمس. يتكون من بقايا دائرتين متحدتي المركز من أحجار متراصة منحوتة في أعمدة وعتبات، في وقت لم تكن فيه الأدوات المعدنية موجودة».
وتوضح «غريني»: «أنشئت البوابتان الرئيسيتان بحيث يمكن رؤية الشمس تشرق من خلال إحداهما في 21 يونيو، وهو أطول يوم في السنة، وتغيب من خلال البوابة الأخرى في 21 ديسمبر، وهو أقصر يوم في السنة. وفي الوسط، كان هناك مذبح».
«ما يزيد الغموض الذي يكتنف هذا المكان، الذي أسهم في تغذية أساطير لا تعد ولا تحصى، تحديد علماء آثار أن عددا كبيرا من الحجارة جلب من موقع يبعد أكثر من 250 كيلو مترا من«ستونهنج».
قد يكون بناة هذا المعبد جلبوا هذه الحجارة خلال فترات هجرتهم، بحثا عن أراض أكثر خصوبة. وقد تكون هذه الحجارة اختيرت لقيمتها الرمزية المرتبطة ربما بأسلافهم، نظرا إلى العثور على آثار حرق جثث».. كما يوضح نيل ويلكن، القيّم على معرض «عالم ستونهنج».