09:52 م
الإثنين 14 فبراير 2022
كتب- محمد صفوت:
ترتفع حرارة الجليد الأوكراني على وقع التوترات المتصاعدة شرق أوروبا، ما يعيد إلى الأذهان أجواء الحرب الباردة بين روسيا التي حشد عشرات الآلاف من قواتها على حدودها الغربية من جهة، والولايات المتحدة والغرب اللذان يهددان بعقوبات صارمة ورد حاسم من جهة أخرى.
المحاولات الدبلوماسية لاحتواء النزاع بشأن الأزمة الأوكرانية لم يسفر عن شيء بعد، إذ تستمر روسيا في حشد قواتها على جهات عدة قرب أوكرانيا، ما ينذر بحرب وشيكة، بينما حددت واشنطن يوم 16 فبراير الجاري موعدًا للغزو المحتمل.
يستمر القادة العسكريون الغربيون والاستخبارات الغربية على رأسها الولايات المتحدة، في وضع سيناريوهات عدة للحرب المحتملة، بينما تقلل أوكرانيا من خطر الحرب الشاملة، وترى أن موسكو ستشن هجومًا إليكترونيًا واسعًا، لخلق حالة من عدم الاستقرار وزعزعة الداخل الأوكراني.
جهات يراقبها الغرب
مع تصاعد الأزمة يركز مسؤولي الاستخبارات الغربية والأوكرانية، على عدة جهات حشد روسيا قواتها نحوهم في الأسابيع الأخيرة، ويحذر محللون من أن الجيش الروسي أصبح يشكل تهديدًا مباشرًا لكييف، مع استمرار فشل الجهود الدبلوماسية لاحتواء الأزمة.
وتركز الاستخبارات الغربية على 3 جهات تحديدًا حاليًا، جعلتهم روسيا نقاط ضعف محتملة لأوكرانيا في حال قررت غزوها عسكريًا، وهي الحدود المشتركة بين روسيا وأوكرانيا، وشبه جزيرة القرم جنوب أوكرانيا، وبيلاروسيا حليفة موسكو شمالي أوكرانيا، وتشهد تلك الجهات تحركات عسكرية روسية مستمرة.
هجوم عبر شرق أوكرانيا
يرى محللون أن التحركات العسكرية الروسية يمكنها دعم منطقتي دونيتسك ولوهانسك الانفصاليتين، اللتان يقاتلان الجيش الأوكراني منذ 2014، إذ تعزز روسيا تواجدها العسكري شرق أوكرانيا، مما يجعل شرق البلاد أسهل المواقع لبدء الغزو.
وكشفت شبكة “سي إن إن” الإخبارية، عن صورًا بالأقمار الصناعية حصلت عليها من الشركة الأمريكية “ماكسار” المتخصصة في تكنولوجيا الفضاء، تظهر نقل معدات عسكرية بينها دبابات ومدفعية ومدرعات روسية، من قاعدة “يلينا” العسكرية، إلى الحدود الأوكرانية، في الأيام الأخيرة.
وكانت القاعدة استقبلت كميات كبيرة من الأسلحة في أواخر العام الماضي، قبل نقلها إلى الحدود، بما في ذلك قاذفات صواريخ باليستية و700 دبابة، وخلال الأيام الماضية وثق روسيون مقاطع فيديو وصور نشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تظهر نقل معدات عسكرية قرب الحدود الأوكرانية عبر الطرقات السريعة والقطارات.
وتقول “سي إن إن” الإخبارية إنه يمكن التعرف على الدروع والمركبات من نفس الوحدات التي تمركزت مسبقًا في يلنيا، وأنه زاد النشاط في منطقتي كورسك وبلغورود، المتاخمتين لشمال شرق أوكرانيا.
ونقلت قناة “روسيا 2” الاثنين، عن نائب رئيس دائرة الشرطة الشعبية لجمهورية دونيتسك غير المعترف به دوليًا إدوارد باسورين، قوله إن هيئة الأركان العامة للجيش الأوكراني أعدت خطة للهجوم على جمهوريتي دونيتسك ولوهانسك.
غزو من بيلاروسيا حليفة موسكو
نهاية الأسبوع الماضي، بدأت مناورات عسكرية روسية بيلاروسية مشتركة، وتستمر لمدة 10 أيام، وأثار حجم المناورات والوحدات المشاركة فيها وتوقيتها، مخاوف الغرب، وهي أكبر مناورة عسكرية أجرتها بيلاروسيا. وتقول روسيا عنها إنها تهدف إلى صد أي عدوان خارجي.
وقال الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرج، عنها إنها الانتشار العسكري الأكبر لروسيا في بيلاروسيا منذ الحرب الباردة، ويعتقد أنها تشمل 30 ألف جندي روسي وقوات العمليات الخاصة الروسية “سبيتسناز” والطائرات المقاتلة بما في ذلك “سو -35″، وصواريخ إسكندر ذات القدرة المزدوجة وأنظمة الدفاع الجوي “إس -400”.
ويخشى الغرب، أن تكون التعزيزات العسكرية الروسية في بيلاروسيا، جزءً من خطة موسكو لشن هجوم على أوكرانيا، حيث تظهر صور الأقمار الصناعية، انتشار روسي في عدة مواقع في بيلاروسيا، ومن المحتمل أن يكون الانتشار جزء من التمرين المشترك، لكن صورًا أخرى تظهر إنشاء معسكرات قرب حدود أوكرانيا، على بعد مئات الأميال من منطقة التدريب المشترك.
القرم ونقطة انطلاق طبيعية
تمثل شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في 2014، نقطة انطلاق طبيعية لأي عملية عسكرية جديدة، لكنه من غير الواضح ما إذا كانت روسيا ستتحرك من القرم نحو أوكرانيا أم لا.
رغم ذلك تظهر صور الأقمار الصناعية انتشارًا كبيرًا للقوات والعتاد العسكري الروسي، وقدرت الشركة الأمريكية “ماكسار” وجود نحو 550 خيمة عسكرية ومئات المركبات التي وصلت مؤخرًا إلى مدينة سيمفيروبول عاصمة القرم.
وتظهر الصور، انتشار جديد للقوات بدأ يوم الخميس الماضي، بالقرب من بلدة سلافني على الساحل الشمالي الغربي لشبه جزيرة القرم، فضلاً عن انتشار جديد في نفس اليوم لسفن حربية روسية إلى سيفاستوبول ، الميناء الرئيسي للقرم. وكانت وزارة الدفاع الروسية نشرت صورًا لـ6 سفن إنزال برمائية كبيرة في الميناء. وعلقت أوكرانيا عليه قائلة، إن موسكو تواصل عسكرة البحر الأسود.
وبدأت اليوم الاثنين، تدريبات عسكرية روسية قبالة الساحل الجنوبي لأوكرانيا، باستخدام الطائرات والمروحيات وأكثر من 30 سفينة حربية تحتشد في البحر الأسود، وتستمر حتى السبت المقبل، قالت روسيا عنها إنها تدريبات تهدف لرصد وتدمير الغواصات المعادية.