طالب كاتب إسرائيلي حكومة الاحتلال الإسرائيلي برئاسة اليميني نفتالي بينيت، بدعم زعماء عرب مشاركين في الائتلاف الحكومي، لموقفهم الرافض اتهام تل أبيب بجريمة الفصل العنصري.
وذكر الكاتب فولي برونشتاين، في مقال بصحيفة “إسرائيل اليوم”، أن “إسرائيل بموجب تقرير منظمة العفو الدولية “أمنستي”، ترتكب جرائم ضد الإنسانية من مثل جريمة الأبرتهايد، في داخل الخط الأخضر وخارجه”، منوها أن النائب العربي في الكنيست ورئيس حزب “القائمة العربية الموحدة” المشاركة في الائتلاف الحكومي، النائب منصور عباس، “رفض أن يتم تناول إسرائيل بهذه الصفة”.
هجمة حادة
وردا على سؤال طرح عليه في مناسبة لـ”معهد واشنطن لبحوث الشرق الأدنى” بالخصوص، قال عباس: “ما كنت لأسمي هذا أبرتهايد، وأفضل أن أصف الواقع الإسرائيلي بشكل موضوعي، وفي حال وجدت تفرقة في موضوع ما، سنزعم أنه توجد تفرقة في ذاك الموضوع”.
ولفت برونشتاين، أن تصريحات عباس لم تقتبسها أي وسيلة إعلام مركزية وكذا أقوال وزير التعاون الإقليمي عيسوي فريج، من حزب “ميرتس” والذي رأى أنه “توجد لإسرائيل الكثير من المشاكل التي من الواجب حلها، في نطاق الخط الأخضر، فما بالك في المناطق المحتلة، لكن إسرائيل ليست دولة أبرتهايد”.
ونوه إلى أن تصريحات عباس هذه تضاف إلى “تصريح تاريخي” سابق له في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، في مؤتمر “غلوبس” قال فيه: “إسرائيل دولة يهودية، وهكذا ستبقى”، لافتا إلى أن أقوال عباس هذه تسببت بـ”هجمة حادة عليه، ووصفت أقواله بالخطيرة”.
وأوضح أن “عباس الذي يتجول مع حراسة ملاصقة هو زعيم عربي، سواء اتفقنا مع طريقه أم لا، واضح أنه مصمم على أن يقود خطا مختلفا عن أسلافه؛ فهو يؤمن بأن وجوده في الحكومة يمكنه أن يحقق إنجازات للعرب بالداخل، ما يساهم بدفع مكانتهم إلى الأمام وخلق “شراكة يهودية-عربية” حقيقية”.
ويحلم النائب عباس أنه من خلال هذه الطريقة بأن “يقود مسيرة في نهايتها مساواة اجتماعية كاملة، ومجتمع مزدهر ومشارك في اتخاذ القرارات، فهو يسعى للحصول على ثقة الجمهور الإسرائيلي لهذه المسيرة”.
نزع الشرعية
واعتبر الكاتب أن “فريج هو أيضا زعيم عربي، عندما تصاعدت حالة التوتر في أيار/مايو 2021 (مظاهرات العرب في الداخل المحتل الرافضة للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة المحاصر والذي استمر 11 يوما)، كان هو الزعيم السياسي الأول وشبه الوحيد، الذي صرخ من دم قلبه صرخة الحياة المشتركة، ووقف ضد المتظاهرين ودعا العرب إلى العودة إلى بيوتهم والتوقف عن العنف”.
ورأى أن “مظاهر الشجاعة التاريخية، تتطلب من الائتلاف أن يثيب أعضاءه العرب بتعاون تاريخي لا يقل عن ذلك، فالزعماء العرب في الائتلاف يدفعون أثمانا باهظة في جمهورهم، وعلى شركائهم أن يساعدوهم ليثبتوا أن العضوية في الائتلاف تحقق إنجازات غير مسبوقة”.
وطالب الجمهور الإسرائيلي ووسائل الإعلام العبرية بـ”تقدير” هؤلاء الزعماء العرب، وذلك “لموقفهم ضد وصف إسرائيل كدولة أبرتهايد والثناء عليهم لاستعدادهم لوضع رؤيا لوجود يهودي-عربي متساوٍ في إسرائيل اليهودية، أما المعارضة فهي ملزمة بأن تتوقف عن حملة نزع الشرعية والتحريض السام ضد الزعامة السياسية العربية الأكثر شجاعة التي نبتت هنا”، بحسب قوله.
وشدد برونشتاين، على أهمية أن “تسمح لهم الحكومة بتحقيق إنجازات حقيقية، ليس فقط اجتماعية واقتصادية بل وأيضا بالهوية، وهكذا تظهر أنها حكومة تغيير تاريخية في مجال التعايش، كما عليها أن تتأكد من أن السابقة التي خلقتها ستعد حدثا إيجابيا ومشجعا في أوساط الجمهور اليهودي”.