اين ماتت ام الرسول هو سؤال من الأسئلة المتعلقة بنسب رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وعائلته والذي سنقوم بتوضيح إجابته من خلال سطور هذا المقال، فإنَّ التعرّف والاطلاع على نسب رسول الله وعائلته في صغره يزيد من معرفة المُسلم بحياة رسول الله وطفولته ونشأته، كما يُعرّفه بالمعاناة والمصاعب التي مرَّ بها منذ الصغر، ومن خلال هذا المقال سنقوم بالتعريف بأم رسول الله وأين ومتى توفيت.
من هي أم الرسول
أم الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم هي السيدة آمنة بنت بنت عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب، وهي ابنة أحد قبائل قريش العريقة، نشأت في بيت أصيل ذو عراقة ومكانة، وقد عُرفت بأدبها وأخلاقها، كما كانت تُلقَّب بزهرة قريش، وذلك لحُسن نسبها ومكانتها، ولأنَّها كانت بنت بني زهرة، ولما خطبها والد رسول الله ورد أنَّها كانت أفضل بنات قريش في ذلك الحين.
اين ماتت ام الرسول
ماتت ام الرسول في الأبواء، وهي مدينة تقع في السعودية وتبعد عن مدينة جدة ما يُقارب المئة وثمانين كم، حيث أنَّها كانت في طريق العودة من يثرب وهي المدينة المنورة حاليًا، وذلك بعد أن كانت عائدة من زيارة إلى أقاربها فيها، برفقة ابنها محمد صلَّى الله عليه وسلَّم، وأم أيمن التي كانت ترعى ابنها، وقد تُوفيت في هذه المدينة وقيل أنَّها دُفنت فيها، كما قيل أنَّها دُفنت على جبل، والله أعلم.[1]
متى ماتت أم الرسول
بعد أن بلغ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم الست سنين خرجت به أمّه السيدة آمنة إلى يثرب لتزور أخواله، وفي الطريق نزلت إلى دار النابغة التي يقع فيها قبر والد رسول الله، فلما كانت في طرق العودة توفيّت السيدة آمنة، وقد كانت ابنة عشرين سنة، وكان عمر رسول الله ست سنوات، أي توفيت في العام السادس من بعد عام الفيل لأنَّ الرسول ولد في عام الفيل، وقد اختلف الروايات في عمر الرسول عند وفاة والدته فقيل ست سنوات وقيل أربع وقيل سبع، والله أعلم.[2]
قبر السيدة آمنة أم الرسول
ورد في مكان قبر السيدة آمنة عدد من الأقوال والروايات، وقيل أنَّها دُفنت في الأبواء، كما يُنسب لقبرها عدد من الأماكن في هذه المدينة، وعلى الرعم من ذلك فلم يصح أي مكان من هذه الأماكن، ولم يثبت مكان هذا القبر، وكذلك فإنَّه لا يُستحب زيارة الأماكن التي يُنسب لها قبر السيدة آمنة، ولا يُستحب البحث في أمره، وذلك بعدّة أسباب:[3]
- لو كان ذلك مُستحبًا لفعله الصحابة الكرام، وهم أشد الناس حُبًا لرسول الله.
- لم يثبت أي مكان لقبر أم الرسول وذلك فيه اتّباع لأمر ليس فيه علم.
- التوسل بالأموات هو أمرٌ غير جائز ويصل بالمرء إلى الشرك.
- اللجوء إلى الأموات وطلب بعض الأمور منهم هو شرك أكبر دون أي شك.
هل ماتت أم الرسول على الإسلام
لمَّا توفيت السيدة آمنة أم الرسول كان عمر الرسول ست سنوات أو ما يُقارب ذلك، ولم يكن قد بلغ الناس دين الإسلام، إلا أنَّه قد وصل إليهم من الوحي أثر ما نزل على النبي ابراهيم عليه السلام وغيره من الأنبياء، إلا أنَّ السيدة آمنة كانت على الحال الذي كانت عليه قريش من الكفر والشرك، وقد توفيت على الشرك، كما ورد عن رسول الله صلَّى اله عليه وسلَّم بعض الأحاديث التي تدل على أنَّ والده من أهل النار، والله أعلم.
استغفار الرسول لوالدته
استأذن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم من الله تعالى أن يستغفر لوالدته، لكنَّه لم يأذن له بذلك، إلا أنَّه أذن له بزيارتها، وقد ورد ذلك في قوله صلَّى الله عليه وسلَّم في حديثه الشريف: “اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي في أَنْ أَسْتَغْفِرَ لَهَا، فَلَمْ يُؤْذَنْ لِي، وَاسْتَأْذَنْتُهُ في أَنْ أَزُورَ قَبْرَهَا، فَأُذِنَ لِي”[4]، وفي ذلك دليل على أنَّ الاستغفار للكفار هو أمر غير جائز، ولو كان ذلك لأم الرسول، وقد قال النووي في ذلك: “أَنَّ مَنْ مَاتَ عَلَى الْكُفْر فَهُوَ فِي النَّار، وَلا تَنْفَعهُ قَرَابَة الْمُقَرَّبِينَ، وَفِيهِ أَنَّ مَنْ مَاتَ فِي الْفَتْرَة عَلَى مَا كَانَتْ عَلَيْهِ الْعَرَب مِنْ عِبَادَة الأَوْثَان فَهُوَ مِنْ أَهْل النَّار، وَلَيْسَ هَذَا مُؤَاخَذَة قَبْل بُلُوغ الدَّعْوَة، فَإِنَّ هَؤُلاءِ كَانَتْ قَدْ بَلَغَتْهُمْ دَعْوَة إِبْرَاهِيم وَغَيْره مِنْ الأَنْبِيَاء صَلَوَات اللَّه تَعَالَى وَسَلامه عَلَيْهِمْ”، والله أعلم.[5]
شاهد أيضًا: نسب الرسول صلى الله عليه وسلم كاملا
بعد ذكر حادثة استغفار الرسول لوالدته نكون قد وصلنا إلى ختام المقال الذي أجاب عن سؤال اين ماتت ام الرسول، والذي بيَّن قصة وفاة السيدة آمنة بنت وهب، وأين وكيف ماتت، وأين يقع قبرها، كما بيَّن أنَّها ماتت على حال الكفر وليس على الإسلام أو التوحيد.
المراجع
- ^
wikiwand.com , آمنة بنت وهب , 18/02/2022 - ^
islamweb.net , تاريخ وفاة أم النبي صلى الله عليه وسلم , 18/02/2022 - ^
alukah.net , القبر المنسوب لآمنة أم الرسول صلى الله عليه وسلم بالأبواء , 18/02/2022 - ^
صحيح مسلم , أبو هريرة، مسلم، 976، صحيح. - ^
islamqa.info , والدا النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة أو في النار ؟ , 18/02/2022