لماذا لا تثق واشنطن في الانسحاب الروسي من حدود أوكرانيا؟

وصف مسؤولون أمريكيون سحب روسيا عددا من قواتها من الحدود مع أوكرانيا بأنه «خدعة». ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن أربعة مسؤولين أمريكيين، طلبوا عدم كشف هوياتهم، قولهم: إنهم حصلوا على معلومات استخباراتية تفيد بأن الانسحاب الروسي من حدود أوكرانيا «خدعة متعمدة» لتضليل الولايات المتحدة والقوى الغربية، بعد تحذير الرئيس جو بايدن من أن الكرملين سيشن هجوما خلال الأيام القادمة.

واعتبر المسؤولون أن مقاطع الفيديو التي أنتجها الكرملين لما زعم أنها دبابات ومعدات ثقيلة أخرى تغادر المناطق الحدودية على قاطرات، «مفبركة»، وما هي إلا محاولة لإخفاء النوايا الحقيقية لروسيا، وقال المسؤولون إن أعداد القوات الروسية واصلت الزيادة، وتصاعد القصف شرق أوكرانيا، كما تواصل موسكو تدريباتها في بيلاروسيا. وأفصح مسؤول أمريكي عن أن واشنطن حصلت على معلومات موثوقة تفيد بأن مزاعم روسيا ربما تكون جزءا من حملة تضليل رامية إلى خداع الولايات المتحدة.

وأكد مسؤولان أمريكيان إن هناك معلومات استخباراتية إضافية تشير إلى عملية مزيفة لروسيا ستتضمن استخدام مادة كيميائية من شأنها شل حركة المدنيين، ثم استخدام الجثث لتجعلها تبدو كما لو أن الأوكرانيين أطلقوا الغاز وقتلوا المدنيين، بحسب «واشنطن بوست».

وأضاف أحد المسؤولين أنه قد يتم إلقاء اللوم على الأمريكيين أيضا، ولا يزال يتعين على المسؤولين الأمريكيين تقديم العديد من الأدلة التي تستند إليها تأكيداتهم بشأن تحركات القوات أو العمليات المزيفة.

وكشفت إدارة بايدن عن صور للأقمار الصناعية تظهر تحركات القوات الروسية، وأكدت شركات الأقمار الصناعية التجارية والمحققون المستقلون هذه المعلومات من مصادرهم الخاصة.

فيما أظهرت صورا للأقمار الصناعية التجارية لمواقع القوات الروسية التي تحيط بأوكرانيا، نظرة شاملة على أزمة دولية تتكشف ورغم أنها مؤثرة، لا تزال محدودة.

وأكدت الصور ما قالته العديد من المصادر بشأن انتشار القوات الروسية ضمن نطاق قريب من أوكرانيا، لكنها لم تتمكن من إعطاء معلومات قاطعة بشأن زيادة أعداد القوات الروسية، أو تكشف توقيت أو احتمال وقوع غزو أوكرانيا.