أوكرانيا وتايوان هل تعيدان تشكيل النظام العالمي

أكد تقرير حديث نشره موقع «فورين بوليسي» أن «العلاقات الصينية الروسية أصبحت أقرب من أي وقت مضى. فالبيان المشترك بين شي وبوتين المصاحب لاجتماع بكين لا يشبه اللغة الحذرة في الماضي. وأضاف: «إن دعم الصين لمواقف موسكو بشأن النظام الأمني الأوروبي واضح بشكل غير عادي، ولا يمكن للولايات المتحدة وأوروبا السماح للدعم الصيني لروسيا العدوانية أن يمر دون أن تدفع بكين الثمن».

وفيما تتوغل موسكو في أوكرانيا يبدو أننا على مشارف غزو جديد ترتب له بكين والهدف هذه المرة هو جزيرة تايوان الصغيرة، وقال عضو مجلس الدولة ووزير الخارجية الصيني وانج يي أمس: «إن تايوان ليست مثل أوكرانيا ولطالما كانت جزءا لا يتجزأ من الصين».

تخفيض القوات بين روسيا والصين

ويقول التقرير: «إن نتائج دعم بكين ملموسة على أرض الواقع. وحسب بعض الروايات، خفضت موسكو قواتها على حدودها مع الصين ومنغوليا إلى أدنى مستوياتها منذ عام 1922، مما أتاح لروسيا نقل القوات الرئيسية من منطقتها العسكرية الشرقية إلى بيلاروسيا. وقال سفير روسيا في بكين إن البلدين يدرسان بالفعل طرقًا للتخفيف من تأثير العقوبات الغربية المحتملة.

الدعاية الصينية الآن تشبه نظيرتها الروسية، وتصف توسع الناتو بأنه مصدر الصراع الذي يلوح في الأفق، وإذا كانت الصين قدمت شبكة أمان جزئية لروسيا لحمايتها من التداعيات الاقتصادية لعقوبات عام 2014، فهذه المرة تمثل بكين عامل تمكين أكثر انفتاحًا لعدوان موسكو في أوروبا حتى قبل حدوث غزو محتمل».

يمكن أن تتضمن الخطوة التالية أن يحذو الاتحاد الأوروبي حذو ألمانيا ويعيد النظر في علاقته بالتنين الأصفر، ليعلن رسميا أن التنافس مع بكين أصبح الآن أساسًا للسياسة الأوروبية، مما يحد من أي مجال للشراكة ويتكيف مع طبيعة المنافسة الاقتصادية مع الصين.

وقد يكون هذا مؤشراً على أنه ليس من المنطقي تجزئة المخاطر التي تواجهها أوروبا من الصين وروسيا، وأنه ينبغي الإسراع بإعادة التوازن الأوسع لسياسة أوروبا تجاه الصين في السنوات الأخيرة.

الحرب معا ضد واشنطن

ويشير تحليل لصحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية إلى أن الصين تحظى الآن بالدعم الروسي لطموحاتها الإقليمية بشأن تايوان وأماكن أخرى. أحد المواد الحاسمة في العلاقة بين روسيا والصين هو الوقود الحفري. تمتلك روسيا مخزونات وفيرة من النفط والغاز والفحم – وفي الوقت الحالي على الأقل -بعض التقنيات العسكرية التي تفتقر إليها الصين. وتمتلك بكين رأس المال والآلات وأنواع التكنولوجيا الأخرى التي تحتاجها موسكو.

وتقول«فينانشيال تايمز» إن بيان شي المشترك مع بوتين الذي نص على حرب صريحة على واشنطن ويقول أيضا إن البلدين «يعارضان المزيد من توسيع الناتو»، كان أكثر تحديدا مما كانت عليه القيادة الصينية من قبل. وقال البيان أيضا إن بكين «تتعاطف مع وتدعم» مقترحات روسيا الخاصة بضمانات أمنية ملزمة قانونا في أوروبا… ورغم أن روسيا أعادت تأكيد موقفها بأن تايوان جزء من الصين، إلا أن البيان لم يذكر أوكرانيا بشكل مباشر.

ولكن، في الوقت نفسه، يمكن القول إن المواجهة الحالية تناسب الصين جيدًا من خلال ربط روسيا والغرب في نزاع دبلوماسي مطول. ورغم أن البلدين الآن شريكان جيوسياسيان واضحان، فإن احتمالية أن تصبح الصين وروسيا حليفتين عسكريتين كاملتين -وإبرام اتفاق دفاع مشترك -لا يزال ضعيفًا. الطرفان يتنافسان على النفوذ في آسيا الوسطى السوفيتية السابقة…وتخشى موسكو أن تكون شريكًا صغيرًا لبلد عدد سكانه كبير ويبلغ حجم اقتصاده 10 أضعاف الاقتصاد الروسي.

ومع عدم التقليل من صرامة بوتين وقوة روسيا، فلا جدال في أن الدعم الصيني لموسكو كان من بين العوامل التي شجعت بوتين على اتخاذ قراراته الأخيرة، الأمر الذي قد يسهم بقوة في إعادة صياغة قواعد النظام الدولي.

نقاط مشتركة بين بكين وموسكو

معارضة أي توسيع للحلف الأطلسي مستقبلا

دعم بكين مطلب روسيا بضرورة عدم ضم أوكرانيا إلى حلف الناتو

أبدت روسيا دعمها لموقف الصين بأن تايوان جزء لا يتجزأ من الصين ومعارضة أي شكل من أشكال استقلال الجزيرة

الصداقة بين البلدين ليس لها حدود ولا حظر فيها على التعاون في أي مجال

عزم روسيا والصين العمل معا ضد الولايات المتحدة لبناء نظام دولي جديد يقوم على رؤيتهما الخاصة لحقوق الإنسان والديمقراطية