ما هي ديانة روسيا الاتحادية ؟ البلد الأوربي الشرقي المعروف بتنوعه وقبوله لجميع الديانات والعرقيات والمشهود له باحترامه للأقليات التي تعيش على أرضه، حيث سيتناول من خلال المقال التالي موضوع ما هي ديانة روسيا الرئيسية وما هي الديانات الأخرى الموجودة في البلاد مرورًا بعرض واقع الأديان في روسيا مع الإضاءة على أهم المعتقدات التي يعتنقها السكان على امتداد الخارطة الروسية الواسعة.
معلومات عامة عن روسيا
يقع الاتحاد الروسي أو ما يعرف بدولة روسيا الاتحادية في الجزء الشرقي من قارة أوروبا إلى الشمال من القارة الآسيوية وتعتبر روسيا أكبر دول العالم من حيث المساحة حيث تغطي ما يعادل 17125191 كيلو مترًا مربعًا، كما تملك حدودًا مع 16 دولةً، إذ يحدها من الشمال بحر بارنتس وبحر كارا وبعض المنافذ باتجاه المحيط المتجمد الشمالي، ومن الجنوب كلًا من الصين ومنغوليا وكازخستان، في حين يحدها من الشرق المحيط الأطلسي، ومن الغرب النرويج، وفنلندا واستونيا وليتونيا وأوكرانيا وجورجيا، ويبلغ طول حدود روسيا البرية حوالي 20322 كيلو مترًا، كما يبلغ طول حدودها البحرية قرابة 38000 كيلو مترًا، أما سكان روسيا فيبلغ عددهم حوالي 148 مليون نسمة يشكل الروس نسبة 81.5% بالمئة منهم، في حين تتوزع النسب الباقية بين التتار والأرمن والتشوفاتش وعددٍ من العرقيات الأخرى الموجودة في البلاد.
شاهد أيضًا: اين تقع روسيا
ما هي ديانة روسيا
ديانة روسيا الرئيسية هي المسيحية الأرثوذكسية، وذلك بعد اعتناق الأمير الروسي فلاديمير الأول للدين المسيحي والذي شكل انتقالًا للبلاد من الإلحاد الذي عُرفت بها الشيوعية إلى جعل المسحية الأرثوذكسية الديانة الرسمية لكييف وذلك في العام 1988 م، وتعتبر الديانة المسيحية الأرثوذكسية اليوم هي الديانة الأكثر شيوعًا في روسيا الاتحادية، كما تشكل جزءًا من التراث الروسي، وفي وقتٍ لاحقٍ من العام 1997 م، أصدرت الحكومة الروسية قانونًا اعترف بكلٍ من الإسلام واليهودية والبوذية كدياناتٍ تقليديةٍ في روسيا وجزءًا من التراث الروسي، ويبلغ عدد المسيحيين الأرثوذكس في روسيا حوالي 108 ملايين مواطنٍ روسيٍ أي ما يعادل نسبة 75% بالمئة من سكان روسيا، فيما تتقاسم الديانات الأخرى النسبة المتبقية من عدد السكان والبالغة 25%.
ديانة روسيا المسيحية الأرثوذكسية
تدعى الكنيسة الأرثوذكسية الروسية “بطريركية موسكو، ورساكايا بارفوسلافانيا تسيركوف”، وقد شكل المسيحيون الروس الذين يؤمنون بالكنيسة الروسية الأرثوذكسية عام 2012 م حوالي 59 مليون نسمة أي ما نسبته 41% من مجموع عدد السكان، حيث بلغت النسبة أعلى مستوياتها في مدن تامبوف أوبلافت (78%)، ولبستك أوبلاست (71%)، وموردوفيا، ونيجني نوفغوردو أوبلاست (69%)، ومن جهةٍ أخرى فقد قدرت عدد من المؤسسات الدولية ومراكز الأبحاث أن عدد سكان روسيا المؤمنين بالمسيحية تراوح بين 65% وذلك وفق إحصائيات مؤسسة الرأي العام، وبين 76% بحسب مركز ليفادا، وقد أشارت آخر الإحصائيات إلى أن عدد سكان روسيا المسيحيين بلغ حوالي 75% من عدد سكان روس الكلي.
شاهد أيضًا: كم عدد المسلمين في روسيا
المسيحيون الكاثوليك والبروتستانت في روسيا
تدير أبرشية موسكو الطقوس اللاتينية للكنيسة الكاثوليكية في روسيا بمساعدة عددٍ من الأسقفيات مثل أسقفية أركوتسك وهي أكبر أسقفية كاثوليكية على وجه الأرض إذ تغطي قرابة 10 كيلو متراتٍ مربعةٍ، إضافةً إلى أسقفتي نوفوسيبيرسك وساراتوف، على الرغم من أن عدد المسيحين الروس الكاثوليك لا يزيد عن 140 ألف مواطنٍ روسيٍ، أي أقل من 0.1% من عدد السكان الروس، ومعظمهم من الكاثوليكيين العرقيين البولنديين والألمان والذي يقطنون في الجزء الغربي من روسيا.
أما الطائفة المسيحية البروتستانتية فيبلغ عددهم في روسيا حوالي 300 ألف نسمةٍ، أي ما يعادل 0.2% من عدد السكان الروس، في حين يعتبر السبتيون والمعمدانيون والخمسينيون حديثي العهد في روسيا حيث لم يتعد تاريخهم 120 عامًا.
المسلمون في روسيا
تشير بعض الإحصائيات إلى أن عدد المسلمين في روسيا اليوم يزيد عن 20 مليون مسلمٍ يتركز معظمهم في العاصمة الروسية موسكو التي تستضيف ما يزيد على 3 ملايين مسلمٍ قدموا من أكثر من 30 دولةً حول العالم، وعلى الرغم من أن المسلمين يواجهون الكثير من الصعوبات التي تعرقل الجهود الرامية إلى دمجهم في المجتمعات الأوروبية الموجودين فيها، غير أن للمسلمين الموجودين في روسيا في الظاهر وضعًا مختلفًا، ويرجع ذلك إلى كون المسلمين قد عاشوا منذ زمن بعيدٍ سويا مع الروس المسيحين والملحدين، وكان لهم الكثير من الصفحات الناصعة في التاريخ الروسي والذي عرفوا فيه بمشاركتهم في الحياة السياسية للإمبراطورية الروسية.[2]
شاهد أيضًا: كم عدد سكان روسيا 2022
أبرز المعالم الإسلامية في روسيا
يعتبر المسجد الذي بني من الخشب في باحة منزل مترجم هيئة الشؤون الخارجية لدى الأمير سولماميت موزرا سيمينه أول المساجد التي بنيت في روسيا، وقد تسبب الطاعون الذي عم أرجاء البلاد في سبعينيات القرن العشرين بوفاة معظم من كان في المسجد، ومن أهم المساجد والجوامع المتواجدة في روسيا اليوم:
- جامع موسكو الكبير: وهو أكبر المساجد الموجودة في أوروبا، إذ يتسع لما يقارب 10 آلاف مصلٍ في وقتٍ واحدٍ، ويقع في مركز العاصمة الروسية بالقرب من محطة مترو “بروسبيكت ميرا”.
- مسجد باكولوني غوري: أو ما يعرف بالمسجد التذكاري وقد سمي المسجد بهذا الاسم نظرًا لبنائه في موقعٍ خلد شهداء الروس خلال الحرب العالمية الثانية من المسلمين، ويقع في الجزء الجنوبي الغربي من موسكون في شارع منيسكايا قرب محطة مترو “حديقة النصر”.
- المسجد التاريخي: الذي بني بدايةً على شكل بناءٍ عاديٍ عام 1832 م تنفيذًا لاشتراطات السلطات الروسية، وفي عام 1880 م تم إكماله ليحصل على شكله الكامل الشبيه بأماكن العبادة الإسلامية، ويطلق عليه أيضًا اسم المسجد الجامع في زقاق فيبولزوف.
- مسجد يارديم: أو ما يعرف أيضًا بالمسجد ذو المنارتين، وهو من أحدث المساجد المبنية في روسيا، ويتسع لقرابة 1200 مصلٍ في وقتٍ واحدٍ، ويقع في العاصمة الروسية موسكو في شارع خاشاتيوريان بالقرب من محطة ميترو “فالدينكو”.
شاهد أيضًا: نظام الحكم في روسيا
ما هو مدى تدين روسيا
تضم دولة روسيا الاتحادية عددً متنوعًا من الأديان تشكل المسيحية الأرثوذكسية النسبة الأكبر منها فيما يأتي الإسلام في الدرجة الثانية تليه اليهودية والبوذية إضافةً إلى عددٍ من الأقليات غير المتدينة، أو المتدينة بأديانٍ أخرى، وقد أقر القانون الروسي الذي صدر عام 1997 م حرية اختيار المواطن الروسي للدين الذي يجده مناسبًا مع امتلاكه الحق بممارسة كامل طقوسه شريطة احترام حريات وحدود ومعتقدات الآخرين، إذ تشكل هذه الأديان جزءًا لا يتجزأ من التراث التاريخي للشعب الروسي، وفوق ذلك فقد أتاح القانون الروسي لأي مجموعةٍ دينيةٍ حديثة التأسيس أن تقدم أوراقها للتسجيل على نحو رسمي مرةً واحدةً كل 15 عامًا على أن تبقى مجردةً من حقوقها حتى يتم الاعتراف بها.
شاهد أيضًا: ما هي عاصمة روسيا ؟
وبهذا يختم المقال الذي تناول موضوع ما هي ديانة روسيا مرورًا بعرض أبرز المعلومات عن المسيحين الأرثوذكس والكاثوليك والبروتستانت الموجودين في البلاد، مع الإضاءة على واقع السكان الذين يعتنقون دياناتٍ مختلفةٍ في روسيا.
المراجع
- ^
moscow.embassy.qa , سفارة دولة قطر في موسكو الاتحاد الروسي , 214/02/2022 - ^
wilsoncenter.org , Islam in Russia: History, Politics and Culture , 214/02/2022