| «مايا» 9 سنوات تجيد الإنجليزية والفرنسية وفي طريقها للثالثة «فيديو»

بين الحين والآخر تثبت لنا هذه البلد أن نبع مواهبها ومعجزاتها البشرية لا ينضب، لتؤكد للجميع مقولة إن «مصر ولادة»، وخير دليل على ذلك أحدث إنتاجاتها من المواهب، الطفلة مايا محمد مجدي، التي لم تكمل عامها التاسع حتى الآن، تتقن الإنجليزية والفرنسية، وفي طريقها لتعلم اللغة الصينية، فضلا عن تميزها بالعديد من الرياضات من بينها الباليه والجمباز الإيقاعي والتنس.

ومن منطلق إيمان الطفلة «مايا» وأسرتها بأن خير الناس هم من يتعلمون العلم ويهمون على تعليم غيرهم ما تحصلوا عليه من علم ومعرفة، تقوم الطفلة التي تخطت الصف الثالث الابتدائي مؤخرا وفي طريقها إلى الصف الرابع، بمحاولة تعليم كل من يرغب تعلم اللغة الإنجليزية، من خلال فيديوهات تبثها عبر قناتها على «يوتيوب».

3 لغات

وبدأت مشروع المعجزة، حكايتها مع اللغات بعدما اكتشفت أسرتها أن ابنتهم الصغيرة وهبها الله سبحانه وتعالى قدرة كبيرة على التعلم سريعا بالاستماع، حيث تصرح لميا مجدي، والدة مايا، والمالكة لبراند ملابس، في بداية حديثها مع «»: «بنتي قوية في الإنجليزي لأن ودنها حلوة وبتخليها تتعلم بسهولة بالاستماع»، موضحة أنها فور ملاحظتها لذلك هي وزوجها حرصا على تحميل عدد من تطبيقات تعلم تلك اللغة على هواتفهما المحمولة ليستخدموها في مساعدة نجلتهما على تعلم تلك اللغة، مشيرة إلى أنها نجحت في إتقان الانجليزية في وقت قصير للغاية لدرجة تجعل الكثيرين يظنون أنها لغتها الأم.

وإلى جانب الإنجليزية تتقن أيضا «مايا» اللغة العربية واللغة الفرنسية، كما أنها تستهدف تعلم اللغة الصينية خلال الفترة القادمة، وتوضح والدتها أن نجلتها أتقنت الفرنسية بحكم أنها ملتحقة بمدرسة تعليمها الأساسي معتمد على اللغة الفرنسية، أما اللغة العربية فإلى جانب أنها لغتها الأصلية، فهي تتقنها بفضل دروس حفظ القرآن الكريم التي تتلاقها، مضيفة: «كنت حريصة أجيبلها مُحفظة للقرآن في البيت من أول ما دخلت المدرسة».

3 سنين

ومع تفوق الطفلة الصغيرة باللغة الإنجليزية بالأخص، لاحظت الأم أن نجلتها تحرص على مساعدة زملائها بالمدرسة في إتقان هذه اللغة، بفيديوهات تقوم بتصويرها لأصدقائها وزملائها ممن يرغبون أن يتعلموا هذه اللغة وإتقانها، ومن هنا جاءت فكرة الفيديوهات التعليمية التي تقدمها «مايا» على يوتيوب، حسبما تحكي الأم، لافتة إلى أن نجلتها بدأت تنشأ قناة على يوتيوب لبث تلك الفيديوهات عليها قبل سنة واحدة  فقط، حتى تعم فائدة ما تقدمه على أكبر عدد ممكن من الناس ولا يقتصر الأمر على أصدقائه، وحتى يكون المحتوى الهادف والمفيد الذي تقدمه متاح أمام الجميع، متابعة: «الموضوع احنا بنتعامل معها كصدقة جارية بنفيد بيها غيرنا، لا عايزين نركب تريند ولا بندور على مشاهدات».

حب وشغف

تقوم الطفلة الصغيرة بهذا الأمر بكل حب، وزاد شغفها بالأمر بشكل كبير بعد التشجيع والدعم الذي وجدته من الجميع، بالإضافة إلى أن أفضل نتيجة لما أقدمت عليه كان مساعدة عدد من أصدقائها في تعلم الإنجليزية، فضلا عن الرغبة التي يظهروها جميعا في أن يصبحوا مثلها، (حسبما تبين والدتها)، معربة أن أكثر ما تضايق منه نجلتها بعض الشيء هو محاولتها أن تركز في فيديوهاتها على تقديم معلومات مفيدة كثيرة تساعد في التعلم دون الخروج كثيرا خارج الموضوع، حتى لا يتسبب ذلك في إطالة مدة الفيديوهات ومن ثم تضيع وقت مشاهديها دون فائدة، مواصلة: «عشان كدا فيديوهات مايا مفيدة جدا والكل بيستفيد منها، وأكتر حاجة عجبتني لما لاقيت الأمهات بيقولوا احنا بنتسفيد أوي من الفيديوهات دي زي ولادنا ويمكن أكتر».

وتؤكد الأم، أنها نجلتها لو قدمت إليها وأخبرتها أنها لا تريد أن تقدم فيديوهات جديدة، لن تجبرها على ذلك، بل ستحاول في البداية أن توضح لها أن ما تقوم به أشبه بالصدقة الجارية ومحاولة لإفادة الغير بعلمها، مشددة في الوقت ذاته أنها إذا لم تقتنع بذلك فستحترم رغبتها وتوقف هذا الأمر على الفور.

حلم المدرسة

أصبحت الطفلة «مايا» وما تقدمه حلم لعدد ليس بالقليل من أصدقائها الذين يرغبون أن يصبحوا مثلها، أما عن حلمها هي، فتكشف والدتها في نهاية حديثها مع «»، أنه يتمثل في مدرسة، مختتمة: «مايا نفسها تفتح مدرسة تعلم فيها الأطفال كل حاجة مش بس اللغات، لأ كمان الرياضة والأكل الصحي وحاجات تانية كتير».