تعد ليلة 27 من رجب هى ليلة الاسراء والمعراج والتي تعد من معجزات رسول الله -صل الله عليه وسلم- والتي يتبلور فيها قدرة الله العظيمة، وحكمته، والتي يصعب على عقل بشر أن يدركها، ومن هنا نتعرف إلى كيفية إحياء تلك الليلة، وحكم إحياءها وصيامها.. فتابعونا.
قصة الاسراء والمعراج
بعد وفاة أبي طالب عم النبي -صل الله عليه وسلم-، وزوجته خديجة بنت خويلد -رضي الله عنها، وعانا بعد عودته من الطائف، وفي وسط تلك الأحداث كنت رحمة الله على نبيه الكريم بمعجزة الإسراء والمعراج، وفيما يلي نتعرف إلى قصة الإسراء والمعراج من صحيح السنة النبوية كما رواها البخاري، فعن مالك بن صعصعة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ:
(بينما أنا عند البيتِ بين النائمِ واليقظانِ – وذكر: يعني رجلاً بين الرجلين – فأُتيتُ بطستٍ من ذهبٍ ، مُلِئَ حكمةً وإيمانًا، فشُقَّ من النحرِ إلى مَراقِّ البطنِ، ثم غُسِلَ البطنُ بماءِ زمزمَ، ثم مُلِئَ حكمةً وإيمانًا ، وأُتيتُ بدابَّةٍ أبيضَ دون البغلِ وفوقَ الحمارِ: البُراقُ، فانطلقتُ مع جبريلَ حتى أتينا السماءَ الدنيا، قيل : من هذا؟ قال جبريلُ، قيل: من معك؟، قيل: محمدٌ، قيل: وقد أُرسِلَ إليه، قال: نعم، قيل: مرحبًا ولنِعمَ المجيءُ جاءَ، فأتيتُ على آدمَ فسلمتُ عليه، فقال مرحبًا بك من ابنٍ ونبيٍّ, فأتينا السماءَ الثانيةَ، قيل: من هذا، قال: جبريل، قيل: من معك؟، قال محمدٌ ـ صلى الله عليه وسلم ـ، قيل: أُرسِلَ إليه، قال: نعم، قيل: مرحبًا به ولنِعمَ المجيءُ جاءَ، فأتيت على عيسى ويحيى فقالا: مرحبًا بك من أخٍ ونبيٍّ، فأتينا السماءَ الثالثةَ, قيل: من هذا، قىل: جبريلُ، قيل: من معك؟، قىل: محمدٌ، قيل: وقد أُرسِلَ إليه، قال: نعم، قىل: مرحبًا به ولنِعمَ المجيءُ جاءَ، فأتيتُ على يوسفَ فسلمتُ عليه، قال: مرحبًا بك من أخٍ ونبيٍّ، فأتينا السماءَ الرابعةَ، قىل: من هذا؟، قيل: جبريلُ، قيل: من معك؟، قيل: ـ محمدٌ صلى الله عليه وسلم ـ..
الفرق بين الإسراء والمعراج
قيل: وقد أُرسِلَ إليه، قيل: نعم، قيل: مرحبًا به ولنِعمَ المجيءُ جاءَ، فأتيتُ على إدريسَ فسلمتُ عليه فقال: مرحبًا من أخٍ ونبيٍّ، فأتينا السماءَ الخامسةَ ، قيل: من هذا؟، قال: جبريلُ، قيل: ومن معك؟، قيل: محمدٌ، قيل: وقد أُرسِلَ إليه، قال: نعم، قيل: مرحبًا به ولنِعمَ المجيءُ جاءَ،
فأتينا على هارونَ فسلمتُ عليه، فقال: مرحبًا بك من أخٍ ونبيٍّ، فأتينا على السماءَ السادسةَ، قيل: من هذا؟، قيل: جبريلُ، قيل: من معك؟، قيل: محمدٌ ـ صلى الله عليه وسلم ـ، قيل: وقد أُرسِلَ إليه، مرحبًا به ولنِعمَ المجيءُ جاءَ،فأتيتُ على موسى فسلمتُ عليه، فقال: مرحبًا بك من أخٍ ونبيٍّ، فلما جاوزتُ بكى، فقيل: ما أبكاكَ؟، قال: يا ربِّ هذا الغلامُ الذي بُعِثَ بعدي ، يدخلُ الجنةَ من أمتِه أفضلُ مما يدخُلُ من أمتي، فأتينا السماءَ السابعةَ، قيل: من هذا؟، قيل: جبريلُ، قيل: من معك؟، قيل: محمدٌ، قيل: وقد أُرسِلَ إليه،
مرحبًا به ونِعمَ المجيءُ جاءَ ، فأتيتُ على إبراهيمَ فسلمتُ عليه، فقال: مرحبًا بك من ابنٍ ونبيٍّ، فرُفِعَ لي البيتُ المعمورُ، فسألت جبريلَ فقال: هذا البيتُ المعمورُ، يصلي فيه كلَّ يومٍ سبعون ألفَ ملَكٍ، إذا خرجوا لم يعودوا إليه آخِرَ ما عليهم، ورفعت لي سِدرةُ المنتهى، فإذا نبقُها كأنه قلالُ هجرَ، وورقَها كأنه آذانُ الفيولِ، في أصلِها أربعةُ أنهارٍ: نهران باطنان،
ونهران ظاهران، فسألتُ جبريلَ، فقال: أما الباطنان ففي الجنةِ، وأما الظاهران النيلُ والفراتُ، ثم فرضت عليَّ خمسون صلاةً، فأقبلتُ حتى جئتُ موسى فقال: ما صنعتَ، قلتُ : فرضت عليَّ خمسون صلاةً، قال : أنا أعلمُ بالناسِ منك، عالجتُ بني إسرائيلَ أشدَّ المعالجةِ، وإن أُمتَّك لا تُطيقُ، فارجع إلى ربِّك فسلْه، فرجعتُ فسألتُه، فجعلَها أربعين، ثم مثلَه، ثم ثلاثين، ثم مثلَه، فجعل عشرين، ثم مثلَه ، فجعلَ عشْرًا، فأتيتُ موسى فقال: مثلَه ، فجعلها خمسًا، فأتيتُ موسى فقال: ما صنعتَ، قلتُ جعلَها خمسةً، فقال مثلَه: قلتُ: سلَّمتُ بخيرٍ، فنوديَ: إني قد أمضيتُ فريضتي وخفَّفتُ عن عبادي، وأجزي الحسنةَ عشْرًا)
لماذا سميت بليلة الاسراء والمعراج
إن الإسراء هو إذهاب الله بمحمد -صل الله عليه وسلم- من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، والإسراء ثابت بالقرآن الكريم، والأحاديث الصحيحة ، أما القرآن ففي قوله سبحانه:
{سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ
الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}
أما المعراج: فهو إصعاد -صل الله عله وسلم- من المسجد الأقصى إلى السموات السبع، وما فوقها، ثم الرجوع إلى بيت المقدس ليلاً، ولقد أشير إليه في سورة النجم في قوله تعالى:
وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى * عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى * عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى *
إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ ما يَغْشى * ما زاغَ الْبَصَرُ وَما طَغى * لَقَدْ رَأى مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى
قصة الإسراء والمعراج للاطفال
-فيديو مناسب للباقة-
ماذا تَفْعَلَ ليلة الإسراء والمعراج
من المعروف أن ليلة الإسراء والمعراج كانت ليلة جبر الله فيها خاطر حبيبه -صل الله عليه وسلم- بعد عام الحزن، وبعد أن توقف الوحي عن النزول إليه، ومن ثم فلا حرج من التقرب إلى الله بالصلاة ولو بركعتين قيام ليل، أو التصدق، وافطعام ولو بالقليل، فضلاً عن الذكر والاستغفار والصلاة على النبي، وفيما يلي نتعرف إلى خير ما يقال من دعاء في ليلة الإسراء والمعراج:
اعمل أي في ليلة الإسراء والمعراج
ونختم الدعاء عادة بصيغة الصلاة الإبراهيمية، وهى: اللهم صل على
محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم
وعلى آل إبراهيم وبارك على محمد وآل محمد كما باركت
على إبراهيم وعلى آل إبراهيم فى العالمين إنك حميد مجيد.
حكم الاحتفال بالإسراء والمعراج
وفقًا لما قالته دار الإفتاء المصرية فلا مانع شرعًا من التطوع بصيام ليلة الإسراء والمعراج، وذلك وفقًا لما ورد عن الرسول صل الله عليه وسلم حيث قال:
مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ الله بَعَّدَ الله وَجْهَهُ عَنْ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا
فيما أوضحت أن النبي -صل الله عليه وسلم كان يحرص على الصيام في رجب لما له من مكانة عظيمة عند الله، ولم يرد عن صوم الإسراء والمعراج باعتبارها سنة.
ثواب صيام الإسراء والمعراج
أضافت دار الإفتاء المصرية إن إحياء ليلة الإسراء والمعراج بالعبادات والطاعات والصيام من المستحبات، وأضافت أنه من المستحب أيضًا إطعام الطعام، وإخراج الصدقات ولو بالقليل، فضلاً عن السعي على حوائج الناس، والإكثار من الذكر والاستغفار، والصلاة على النبي -صل الله عليه وسلم-.
ومن هنا نكون قد تعرفنا إلى الإسراء والمعراج وخير ما يقال فيها من دعاءوذكر، والآن: هل تبحث عن المزيد حول قصة الإسراء والمعراج كاملة مكتوبة؟ يمكنك الاطلاع على أدعية الرسول في ليلة الإسراء والمعراج أو شاركنا استفسارك في تعليق للمزيد.. شاركنا.
كل عام وأنتم بخير