تصريحات كاذبة كثيرة أدلت بها أوكرانيا منذ بدء شرارة حربها مع روسيا، دارت في مجملها حول قتلها وأسرها لأعداد كبيرة من الجنود الروس، وتدميرها لمركباتهم المقاتلة، إذ حاولت من خلالها أن تبعث برسالة إلى دول العالم مفادها أنها صامدة وقادرة على المواجهة ورد الصفعات، إلا أن كل تلك التصريحات أو ما يُعرف بالحرب النفسية أو الحرب الباردة التي أتبعها الجانب الأوكراني، عادت وستعود عليه بنتائج أكثر سلبية وضررًا خاصة في ظل التفوق العسكري للجانب الروسي.
علَّق الدكتور محمد هاني، استشاري الصحة النفسية، على منهج الحرب النفسية الذي تتبعه أوكرانيا في حربها ضد روسيا والتصريحات الكاذبة التي تدلي بها، موضحًا أنها تحاول من خلالها أن تبعث برسالة إلى العالم مفادها أنها موجودة وقادرة على المواجهة ورد الصفعات، مُشيرًا إلى أن هذه التصريحات ستعود عليها بضرر أكبر، إذ ستزيد من تعنت وإصرار الجانب الروسي على مواصلة دكَّها والسيطرة على أراضيها.
الحرب النفسية وعلاقتها بـ«السوشيال ميديا»
وأوضح «هاني» أن الحرب النفسية أو الحرب الباردة، هي سياسة مُتبعة منذ القدم، وتمثل نحو 25% من الحروب الدائرة في العالم، وتعتمد على الإدلاء بتصريحات كاذبة بهدف إرباك صفوف العدو والنيل من عزيمة مقاتليه، لافتًا إلى أنها أصبحت هذه الأيام أكثر تأثيرًا وانتشارًا في ظل التقدم التكنولوجي وظهور «السوشيال ميديا».
وأضاف استشاري الصحة النفسية، خلال حديثه، أن الحرب النفسية، يلجأ لها الطرف الضعيف، إذ أنها سبيله الوحيد للتعبير عن نفسه وإعلان وجوده، بينما القوي يلجأ للفعل مباشرة لا الكلام، مُشيرًا إلى أن سياسة الحرب الباردة من المتوقع أن تجدي نفعًا في حال إتباعها بين طرفين متكافئين في القوة، بينما إتباعها مع طرف قوي، سيتسبب في جلب ما لا تُحمد عقباه، وهو ما يحدث في التجربة الروسية الأوكرانية: «روسيا دلوقتي هتضرب بشكل أقوى وأعنف علشان تثبت للعالم أن كلام أوكرانيا غلط».
تأثير التصريحات الأوكرانية على الجندي الروسي
كما أوضح «هاني»، أن الجندي المقاتل يتم تأهيله نفسيًا بشكل مُسبق، كما أنه يستمد قوته من قوة نظامه، لافتًا إلى أنه لهذا السبب فكل التصريحات الكاذبة التي تُدلي بها أوكرانيا لن تنال من المقاتل الروسي، بل على العكس ستزيده عنفًا وصلابة.