قبل 6 أشهر، كان الصغير «محمد علي» يعيش حياة هانئة في كنف أسرته بمحافظة البحيرة، يستيقظ صباحا ويذهب إلى مدرسته، ويعود بعد الظهيرة إلى منزله، يأكل ما تيسر من الطعام، ويرتاح قليلا ثم يبدأ تحصيل دروسه، لكن وفاة والده المفاجئة كانت «ضربة» قوية للأسرة، دفعت الصغير للالتزام بترتيبه بين أشقائه الأولاد باعتبار «الأكبر».
رحلة في شوارع القاهرة
«تعالى اشتغل معانا والرزق على الله».. جملة قالها أصدقاء «محمد» في البحيرة، قرر بعدها ترك الأسرة وبدء رحلته في شوارع القاهرة للإنفاق على أسرته «والدته وشقيقه الأصغر (8 سنوات)»، فضلا عن شقيقة متزوجة.
عربة زجاجية
يقف الصغير الذي لم يتجاوز عمره 16 عاما على عربة زجاجية صغيرة، يجوب بها شوارع الموسكي والعتبة والحسين والعباسية، ينادي على بضاعته التي صنعها بيديه، فيأتي إليه الزبائن طلبا لفطائره التي يصنعها بأكثر من نوع، يقول لـ«»: «بعمل الفطير بالسكر والعسل والجبنة واللبن، وببيع الواحدة بـ5 جنيه».
لم تكن «عربة الفطير الزجاجية» أول عمل لمحمد، فحين كان في العاشرة من عمره ترك محافظته وذهب إلى الإسكندرية، حيث عمل هناك في مطعم لمدة عامين في إجازة العام الدراسي، لكنه ترك العمل في عروس البحر المتوسط، نظرا لأن المبلغ كان زهيدا.
رحلة شاقة
يخرج محمد في الصباح الباكر، ليبدأ رحلته الشاقة التي تستمر حتى الساعة العاشرة مساء، ساعيا وراء الرزق: «باخد في اليوم 100 جنيه، وبحمد ربنا عليهم، وربنا يقويني عشان أقدر أوفر مصاريف أهلي، والشغل مش عيب».