ساعات طويلة يقضيها الأطباء داخل غرف العمليات، يستخدمون آلات الجراحة من أجل إجراء العمليات للمرضى، إلا أن بعض الآلات لم تسعفهم وتجعلهم يعانون أثناء استخدامها لساعات طويلة من أضرار جسدية وهو ما دفع طلاب الامتياز في مستشفى جامعة بني سويف، الذين عانوا من استخدام آلة جراحية، تدخل في خياطة الجروح، إلى ابتكار جديد جعلهم ينهون مأساة إرهاقهم أثناء العمليات بعدما أتموا تعديلا لمنع تعرض اليد لأي تعب باستخدامها.
أحمد فوزي، طبيب امتياز في مستشفى جامعة بني سويف، يروي لـ «»، أنه رفقة مجموعة من زملائه، في بداية تعلمهم، كانوا يعانون من استخدام آلة خياطة الجروح، التي يستخدمونها طوال اليوم داخل غرفة العمليات، وعند البحث في أضرارها، وجدوا أنها تؤدي لالتهاب في مفصل إصبع الإبهام، مما جعلهم يفكرون في حل يحميهم من الضرر: «دي آلة بتستخدم في تخييط الجروح، ولما بدأنا نشتغل عليها كانت صعبة، وبتوجع الإيد مع الوقت، ولما بحثنا فيها لقينا إن السبب هو الفتح والقفل الكتير، واللي بيسبب التهاب في إصبع الإبهام نتيجة الاستخدام الكتير ليها».
كيف تم تعديل الآلة؟
بدأ «فوزي» رفقة زملائه في العمل على تعديل الآلة، عن طريق توسيع المسافة بين الحلقتين، لتسمح بارتياح اليد، فالآلة القديمة كانت تستخدم إصبعين فقط، أم الجديدة فتشارك فيها كل الأصابع، وذلك من أجل توزيع الجهد المبذول لليد، فضلاً عن الإضافات التي حسنت في التحكم بالآلة: «كجراح محتاج أكون دقيق في شغلي، ولما أمسك الآلة بقبض اليد بيكون في تحكم أكتر، وده بيفيد في العمليات اللي تحتاج لدقة».
تسجيل براءة الاختراع
بعد نجاح الآلة، قام «فوزي» بتسجيل براءة الاختراع بأكاديمية البحث العلمي بمحافظة القاهرة، كما أنهم عرضوها في مؤتمر للجمعية المصرية لجراحة الأطفال التابع للأزهر، وحاليًا يحاول أطباء الامتياز التسويق للفكرة، من الخلال البحث عن منتج: «محتاجين راعي يدعم الفكرة بتاعتنا».
انبهار طبيب بالفكرة المبتكرة
مدرس جراحة المخ والأعصاب في كلية الطب جامعة بني سويف، الدكتور محمود رمضان، انبهر بالفكرة التي ابتكرها الأطباء، مؤكدًا أنها سهلت كثيرًا العمليات الجراحية: «الحقيقة أنا منبهر بفكرتهم وحماسهم وإدراكهم لحاجة زي كدا وهم في بداية السلم الطبي شيء يدعو للإعجاب والفخر بيهم، وهم يستحقوا التشجيع والتكريم».