| «فاطمة» من تعليم التركي لتوصيل الطلبات على دراجة: عشان ولادي يهون كل حاجة

بعد أن كانت تنعم بحياة هادئة لأعوام، قبل أن يتخلى عنها زوجها ويترك على عاتقها مسئولية طفلين، ليراودها شغفها القديم بأن تصبح مالكة لمطعم سوري، لتقرر تحقيقه بإمكانياتها الضعيفة، وهي دراجتها، فتتنقل بين شوارع بور سعيد عليها لتوصيل الطلبات من مكان لآخر.

«فاطمة» درست التركي في سوريا وعاشت بالسعودية

فاطمة الزهراء أحمد، 36 عاماً، قضت أجمل أيام حياتها في موطنها سوريا، حتى أتمت دراستها في كلية الآداب قسم تركي، وانتقلت مع أسرتها إلى السعودية لتتأقلم على حياة جديدة، وبعد عدة سنوات تقدم شاب مصري، خريج كلية الصيدلة، ويعمل كمندوب أدوية في مدينة جدة للزواج بها، ولاقت هذه العلاقة القبول من الطرفين، دون علاقة حب: «أنا وأهلي سافرنا علي السعودية، وبعد حوالي 6 سنين اتقدملي شاب مصري كان بيشتغل هناك ومكنش في حب الأول كان جواز صالونات تقليدي جدا».

انفصال «فاطمة» عن زوجها

انتقلت «فاطمة» مع زوجها إلى مصر لتستقر في مدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية، وأنجبت طفلين وحظت حينها بحياة زوجية هادئة، ولكن كثيرا ما تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، فانقلبت الموازين وتبدل حال الفتاة المغتربة، لتنشب الهلافات مع زوجها وتتفاقم لفترة حتى حدث الانفصال، لتصبح «فاطمة» وحيدة وتتحمل مسئولية أولادها بالكامل: «مكنش في تفاهم بينا وانفصلنا بس لسه مطلقتش منه، ومعرفش عنه حاجة سألت ناس قالولي ده سافر برا البلد».

الأم السورية توصل الطلبات للمنازل على دراجتها

وكأن الترحال من مكان لأخر أصبح رفيقها حتى لا تذوق طعم الاستقرار، اتجهت «فاطمة» مع أطفالها إلى بور سعيد بعد الانفصال، لتجد نفسها وحيدة بلا معيل، فقررت تدشين مشروع صغير بنفسها، استعادت فيه حلمها بامتلاك مطعم سوري، ولكنها لم تمتلك تلك القدرة المادية، ففكرت في شراء دراجة لتوصيل الطلبات، حتى تستطيع الإنفاق على أبنائها.

ورغم تلك المعاناة التي شهدتها بعد الانفصال، تتعرض السورية الثلاثينية لبعض المضايقات أثناء عملها لكنها تتجاهلها، إذ تحاول العمل بين محال البقالة وغيرها بدأت طوال اليوم، حتى تتمكن من الإنفاق على صغيريها: «كتبت على النت أني بجيب الطلبات للناس من المطاعم والسوبر ماركت وأوصلها للبيت على العجلة والمشوار بـ10 جنيه، بس للأسف الفلوس مش مقضية أنا عندي ابن في الحضانة والتاني سنتين ونص وبيحتاجوا مصاريف كتير غير إيجار الشقة اللي بـ3500 جنيه، عشان كده انضميت لإحدى شركات توصيل الطلبات جمب شغلي».

تتمنى «فاطمة» أن يتغير مسار حياتها للأفضل وتصبح مالكة لمطعم سوري، كونها تمتلك مهارة جيدة في الطبخ، كما تحلم بمستقبل أفضل لأطفالها: «أهم حاجة دلوقتي إني اقدر أعلم ولادي كويس».