| من «العتبة» لـ«كلية البنات».. شاب يعزف على العود داخل المترو: «نفسي أتسمع»

متأثرًا بالكآبة المسيطرة على وجوه الركاب، وفي مشهد غير مألوف، أخرج محمد الشهاوي العود الخاص به فجأة، وشرع بالعزف، في مترو القاهرة، بهدف رسم البسمة على وجوههم، وذلك على طريقة الفنان أحمد زكي، في فيلم «هيسيتريا» والذي ظهر في أحد مشاهده وهو يغني لركاب المترو «إن مقدرتش تضحك ما تدمعش ولا تبكيش».

عزف بالعود في مترو القاهرة

«حبي للمزيكا بدأ من صغري كنت بحب البيانو جدًا»، هكذا بدأ «الشهاوي» حديثه لـ«»، إذ يروي أنّه بدأ تعلم الموسيقى في سن صغيرة جدًا بدءًا من الحصص الموسيقية بالمدرسة، وحتى استعان صاحب الـ26 عامًا بالتطبيقات التي جرى طرحها على الهواتف المحمولة «كنت بستخدم الـapps على الموبايل وبحاول أعمل أصوات بيها».

ومنذ عمر الـ13 أو الـ14 عامًا وحتى الآن، وجّه «محمد» أنظاره إلى تعلم العزف على العود في دار الأوبرا المصرية إذ تتلمذ على يد الدكتور عاطف عبدالحميد، عميد كلية التربية الموسيقية بجامعة حلوان الأسبق، ليبدأ بعد ذلك مشوارًا آخر في المعهد العالي للموسيقى العربية بأكاديمية الفنون «أنا درست أساسيات العود في الأوبرا وحاليًا بدرس في الأكاديمية».

وكان دور «زين» الذي أدّاه الفنان أحمد زكي في «هيستريا» هاربًا من ضغط الحياة، ولجأ إلى الغناء في المترو حتى يسمع الناس عنه، في حين أنّ «الشهاوي» دفعه حسّه العالي بمحيطه إلى إخراج العود بمحطة العتبة في الخط الثاني لمترو الأنفاق، وعزف مقطوعة من أغنية «أنا بعشقك» للفنانة ميادة الحناوي، «العزف في المترو بيجي معايا صدفة، أنا بكون قاعد زهقان وحابب أفرح الناس اللي حواليا فببدأ أعزف».

ومن محطة «العتبة» وحتى «كلية البنات» وهي المحطات التي يمرّ بها صاحب الـ26 عامًا أثناء ذهابه وعودته من وإلى المنزل، اعتاد العزف بشكل مستمر خاصة وأنّه يتلقى ترحيبًا وتفاعلًا كبيرًا من رواد هذه المحطات «كفاية عليا إن الناس بتقولي أنت هونت علينا الطريق الطويل ده وفيه ناس كتير كانت بتيجي تقعد جنبي وتغني معايا واتعرفت على فنانين كتير»، بحسب «الشهاوي».

المترو محطة انطلاق العازف محمد الشهاوي

وبخلاف عزفه داخل محطات المترو، إذ عزف «محمد» موسيقى «توتة» للفنان فريد الأطرش في مهرجان الموسيقى العربية 2020، وعند مرور 25 عامًا على تأسيس مركز تنمية المواهب بدار الأوبرا، عزف أيضًا في احتفالية اليوبيل الفضي، فضلًا عن حصوله على المركز الثالث بمسابقة إبداع التابعة لوزارة الشباب والرياضة.

ويعتبر «محمد» أنّ العزف في المترو أمام الركاب يكسر حاجز العزف على خشبة المسرح «لما بعزف قدام ناس كتير أول مرة تشوفني وبشد انتباههم ليا، ده بيخليني أكسر خوفي أكتر على خشبة المسرح وبيكون زي تدريب ليا».

ويتمنى طالب أكاديمية الفنون شهرة معزوفاته حتى تصل إلى آذان كل الناس «أنا نفسي الناس تسمعني وتعرفني ويبقى ليا جمهور والناس تتابعني»، إذ يجد «محمد» في المترو وسيلة أكثر سهولة وقربًا من الجمهور بدلًا من أن يلجأ إلى الحفلات «مين هيرضى يشتري تذكرة ويروح لحفلة لواحد ميعرفوش».