منذ نعومة أظافره وتحديدًا في عمر الـ10 سنوات، وهب «حمدي حسن» ابن قرية أبوقرقاص بالمنيا حياته لحفظ القرآن الكريم، فتعلمه وأتقنه حتى حفظ نصف كتاب الله على يد أحد شيوخ كتاتيب قريته، ليختم القرآن كاملًا في 3 سنوات فقط، ومنحه الله صوتًا عذبًا في التلاوة وموهبة في محاكاة أصوات كبار المشايخ، لدرجة تدهش كل من يستمع إلى تلاوته.
حمدي يبدع في محاكاة 8 من مشايخ القراء
اكتفى ابن محافظة المنيا بدراسة الثانوية الأزهرية، وبرع في تقليد أصوات نحو 8 من كبار مشايخ القرآن الكريم، هم «مشاري راشد العفاسي، والحصري، وماهر المعيقلي، والدوسري ونصر قطامي، والشيخ الشريم والشيخ عبدالله جهيني والشيخ البنا»، كما يجيد رفع الأذان بنبرة صوت تشبه إلى حد كبير أذان الحرم، بحسب «حمدي».
«وأنا بحفظ مع الشيخ اكتشفت إني صوتي كويس وكنت بسمع أي شيخ أعرف أقلده»، إذ يروي «حمدي» لـ«» أنّه عندما أتمّ حفظ القرآن الكريم كاملًا، اختار أن ينفرد بصوتٍ مميز بخلاف تقليده للمشايخ.
ورغم صغر سنه، اشتهر صاحب الـ21 عامًا في قريته بلقب «العفاسي الصغير»؛ نظرًا لبراعته في تقليد صوته بدرجة تجعلك لا تستطيع التفرقة بينهما: «فيه ناس ساعات بتقولي عايزين نسمع القرآن بصوت الشيخ مشاري أو بصوت ماهر المعيقلي».
وعملًا بقول الرسول محمد صلَّ الله عليه وسلم، «خَيرُكُم من تعلَّمَ القرآنَ وعلَّمَهُ»، اختار «حمدي» أن يساعد أطفال قريته على حفظ القرآن الكريم بالمجّان، من خلال حضانة افتتحها منذ حوالي عام ونصف العام، فضلًا عن كونه يؤم الناس في الصلاة بمساجد القرية خاصة في شهر رمضان: «بصلي بالناس في المسجد عندنا في البلد، وفي رمضان كنا بنروح قرى وبنصلي فيها».
الحصول على الإجازة في القرآن الكريم
وبخلاف تقليد مشايخ القراء، سلك «حمدي حسن» دربًا آخر في حب القرآن، إذ يدرس حاليًا علم التجويد والقراءات العشر، كما حصل على الإجازة في القرآن الكريم خلال العام الماضي، ويعمل حاليًا مُحفظًا للقرآن بقرية أبوقرقاص في محافظة المنيا: «بتمنى إني ألتحق بإذاعة القرآن الكريم وحفظ القراءات بإتقان».