«ارحل يا حوثي».. صنعاء مدينة أشباح

لأول مرة في تاريخ صنعاء التي تضم نحو 3 ملايين نسمة، تشهد العاصمة اليمنية توقفاً شبه كامل لحركة المركبات بفعل أزمة حوثية مفتعلة تسببت في توقف الكثير من الأعمال وأحالتها إلى «مدينة أشباح» تنتشر فيها أكوام القمامة.

وفاقمت الإجراءات الحوثية من الأزمة الإنسانية ووصل سعر لتر البنزين إلى ما يعادل 12 ريالا سعوديا في الأسواق السوداء التي تنشط فيها تجارة القيادات الحوثية.

واعترفت المليشيا على لسان رئيس «اللجنة الثورية الانقلابية» محمد الحوثي بأن شركة النفط التي يسيطرون عليها تقف وراء الأزمة، إذ تصر على إيصال النفط الذي يستورده التجار إلى مخازنها.

ووصف الناشط محمد الأسودي شوارع صنعاء بأنها باتت ملاذا آمنا للكلاب الضالة والعصابات الحوثية في ظل إصرار المليشيا ومنع دخول أكثر من 600 ناقلة نفط تجارية لتغذية المحطات قادمة من ميناء عدن ومأرب. وأكد أن الكثير من العائلات التي تعتمد في دخلها على سيارات الأجرة والنقل البري أصبحت تتضور جوعاً.

وأضاف: نحن مقبلون على شهر رمضان، متوقعا تفاقم الأزمة. واتهم المليشيا بأنها تتاجر بمعاناة اليمنيين، محذرا من أن الوضع الإنساني بلغ مرحلة مزرية، مؤكدا أن العصابات وحدها من تعمل في صنعاء، إذ شهد عدد من الأحياء اقتحامات وسرقات وسطوا مسلحا وخطفا للأطفال.

من جهة أخرى، اتهم ناشطون يمنيون مليشيا الحوثي بإطلاق حملة مرورية لابتزاز مشتري البنزين، لافتين إلى أن المليشيا داهمت عددا من معارض السيارات وطالبتهم بدفع مبالغ مالية كبيرة، واحتجزت عددا من السيارات وطالبت كل سائق مبلغ لا يقل عن 500 ألف ريال (3 آلاف ريال سعودي) للإفراج عن سيارته.

وكشفت مصادر إعلامية يمنية أن صنعاء رغم خلوها من حركة السيارات إلا أن المليشيا شنت حملات على عدد من المحلات التجارية، بينها محلات الذهب، لنهب أموالها.

وعلى وقع خلو الشوارع من السيارات والمارة، عمد عدد من اليمنيين الغاضبين في حي حدة، أرقى أحياء صنعاء، إلى تدوين رسائل مناهضة للحوثي، إذ تفاجأت المليشيا بوجود كتابات على عدد من الشوارع «ارحل يا حوثي».

وعلق وكيل محافظة الحديدة وليد القديمي بالقول: «هنا الأحرار في صنعاء والحديدة يكتبون على جدران الشوارع ارحل يا حوثي، لا حوثي بعد اليوم»، وسينتفض الشعب يوماً ويردد لن ترى الدنيا على أرضي وصيا».