وسط زوار مهرجان القهوة الذي أقيم مؤخرا بأحد فنادق القاهرة، جلس محسن عبد الوهاب على إحدى الطاولات لكنه لم يكن يتذوق أحد أنواع القهوة التي انتشرت بكثافة خلال المهرجان، أو كان يروج لنوع معين منها، بل قرر أن يكون دوره هو الترفيه عن الزوار من خلال كتابة أسمائهم بأحد أقدم الخطوط العربية وهو «المسند»، وباستخدام حبوب القهوة، حتى صار الجمهور يقف أمامه بـ«الطوابير»، آملين أن يكون لديهم ورقة بأسمائهم بخطوط جديدة تبهرهم وتثير الدهشة في نفوسهم.
«أحببت فكرة أن أذكر الزوار بتراثهم العربي وثقافتهم التي باتت شبه منسية، مع الاهتمام باللغات الأجنبية على حساب لغتهم الأم، واخترت مهرجان القهوة كسبيل لذلك من خلال رسم أسماء الزوار بمشروب القهوة بالخط العربي المسند وهو نظام كتابة ظهر في اليمن تقريبا في القرن الـ9 الميلادي، هو يُكتب من اليمين لليسار ولكن في صورة نقوش ورموز» كلمات «محسن» لـ«» حول فكرة رسم الأسماء بالقهوة.
«محسن»: رسم الكلمات بالقهوة هواية وأرغب في إحياء التراث العربي
ولد «محسن» في اليمن، وقد جاء إلى القاهرة عام 2015، في زيارة سريعة للأهل القاطنين بالقاهرة ثم الارتحال إلى الولايات المتحدة الأمريكية بهدف الإقامة بها، ولكن بسبب صعوبة إنهاء إجراءات السفر ثم وفاة والده، اختار الإقامة في مصر، التي أعجب بها وبنمط الحياة فيها، فقرر الدراسة ثم الاشتغال بمهنة التجارة: «عشت بالقاهرة ودرست تحكيم تجاري دولي في كلية حقوق بجامعة القاهرة، ثم بدأت التجارة ولكن مؤخرا افكر في السفر مرة أخرى ولكن إلى السعودية».
«محسن»: علمت نفسي الخط المسند وهو أقدم خط عربي
يؤكد «محسن» أن اهتمامه بالثقافة العربية والتراث زاد خلال إقامته في القاهرة حيث تأثر بالأجواء التراثية فيها، فقام بتعليم نفسه كيفية الكتابة والقراءة بالخط المسند العربي، واختار مناسبة مهرجان البن باعتباره مناسبة تمكنه من لقاء الشباب وتعريفهم بأهمية اللغة العربية وأن هناك خطوطا مختلفة بل وأحيانا غريبة داخل اللغة: «دورنا كشباب أن نعرف العالم بالتراث العربي وإظهار عراقة حضارتنا العربية والإسلامية بكل شكل ممكن، خصوصا أن التواصل الاجتماعي سهل الأمر، فنحن لسنا مضطرين للسفر إلى الخارج للترويج لثقافاتنا وحضارتنا، بل فقط القيام بهذا المهرجان وبثه عبر مواقع التواصل فيدرك الجميع مدى جمال وقوة الحضارة العربية ولغتها».