على الرغم من موهبته الكبيرة في الرسم، فإنه يؤمن بأن المجهود أهم وأبقى، ما جعله يعمل على تطوير موهبته وإثقالها بعدة مهارات مختلفة، حتى وصل الآن وبعد 19 عامًا إلى الرسم بيديه الاثنتين في وقت واحد، بالإضافة إلى رسم اللوحات بالمقلوب، بحيث لا تظهر معالمها إلا بعد عدلها وأحيانًا بعد رش حبيبات من البرونز مختلفة ال.
مهارة كبيرة في الرسم أظهرها ألبير مجدي، الشهير بـ«ألبير بوجي»، عندما ظهر في بث مباشر لـ«»، وهو يقف أمام لوحته السوداء مُمسكًا بفرشتين، قبل أن يستخدمهما وبتركيز شديد في إضافة بعض الخطوط المُبهمة باللون الأسود، ولم تمر سوى 4 دقائق حتى أعلن انتهاءه من الرسم، دون أن تتعدى تلك الخطوط كونها «شخابيط» غير مفهومة، وبقيت هكذا حتى بعد عدلها: «الشخصية اللي رسمتها مش هتبان غير لما أرش عليها مادة البرونز»، هكذا قال «ألبير» بإبتسامة واثقة.
ظهور ملامح الرسمة بعد رش البرونز
وبالفعل أمسك بعدها الفنان المُبدع، صاحب الـ27 عامًا، بكمية من البرونز الفضي والذهبي، ورشَّها بمهارة على لوحته السوداء لتتجلى عليها فورًا الفنانة اللبنانية فيروز بملامحها الحادة والدقيقة، وتتحول اللوحة سريعًا من الغموض للوضوح، ومن كونها رسمة مُبهمة المعالم لكل الناظرين، إلى ملامح تُلتقط من النظرة الأولى ولا يخطئها أحد: «ده اسمه رسم أداء، وسميته كده لأنك بتقدر ترسم بأي مادة أنت عايزها، والمادة اللي أنا استخدمتها دلوقتي عبارة عن لاكيه وعسل أسود وسمن»، لافتًا إلى أن هذا النوع من الرسم يحتاج إلى تركيز شديد، وحفظ لمقاسات اللوحة، وخلق حالة من النسبة والتناسب بين ملامح الشخصية المُراد رسمها: «عملت تجارب وبروفات كتير لحد ما وصلت للمستوى ده».
«ألبير بوجي»: المُجتهد أفضل من الموهوب الكسلان
إلى جانب رسم الأداء، يُتقن «ألبير»، أيضًا رسم «البورتريه»، و«الجرافيتي» الذي أصبح الآن مصدر رزق له، كما يُقدم وِرش عَمل للراغبين في تعليمه، بالإضافة إلى مهاراته في الرسم بالمواد المختلفة مثل القهوة والفاكهة وورق العنب، وغيرها: «الموهبة دي نعمة من عند ربنا، وأنا بشكره عليها جدًا، بس كان لازم أدعمها بالاجتهاد والتعب علشان أحافظ عليها وأنميها، وبالنسبة لي الشخص المُجتهد أفضل من الموهوب الكسلان».