«في ناس غلابة غيري يستحقوها».. كلمات بسيطة وجميلة قالتها السيدة نعيمة مزداري أثناء مقابلتها مع أحمد رأفت المعروف باسم «مذيع الشارع» ضمن برنامج «جبر الخواطر»، عندما حاول تقديم مساعدة مالية لها، وبالرغم من بساطة هذه الجملة إلا أنها لتلقائيتها وصدقها أعطت درسًا مجانيًا للكثيرين وكانت خير دليل على الأمانة والغنى النفسي، حتى ظنَّ البعض أن هذه السيدة الثمانينية لديها أموال طائلة.
في الطابق الثاني من أحد المنازل القديمة القابعة بمحافظة الجيزة، وداخل شقة بسيطة جدرانها مُشققة وأثاثها متواضع، تعيش السيدة نعيمة مزداري، صاحبة الـ87 عامًا، رفقة ابنها «مينا»، 47 سنة، من ذوي الهمم، إذ أنه فاقد لقدرة السمع والكلام، والتي روت خلال حديثها في بث مباشر لـ«»، أنها اعتادت في الصباح الباكر، أن تضع الخبز الزائد لديها فوق سيارة مُجاورة لمنزلها، على أن يأتي المُحتاج ويأخذه في صمت، مُضيفة أنها منذ عدة أيام، وبعد تركها لأرغفة الخبز، قابلت «مذيع الشارع»، الذي أعلن لها عن تنظيم مسابقة بسيطة وطلب منها المشاركة.
السيدة «نعيمة» ترفض جائزة مالية بقيمة 3 آلاف جنيه
«قالي 5 + 1كام؟ فقلت له 6 راح قالي مبروك كسبتي معانا».. قالتها السيدة «نعيمة» بإبتسامة بسيطة ظهرت من بين تجاعيد وجهها، مُضيفة أنه حاول إعطائها جائزة مالية بقيمة 3 آلاف جنيه، لكنها رفضت: «مينفعش أخدها، في ناس غلابة غيري يستحقوها أكتر مني، أنا ربنا كارمني وعندي بركة كبيرة ومعايا اللي يكفيني»، لافتة إلى أنها اعتادت أن تُعطي دائمًا ولا تأخذ.
حالة من الرضا والغنى النفسي تُحيط بالسيدة الثمانينية وتُغلف مشاعرها، وتجعلها تتعامل وكأنها تملك الدنيا وما فيها، حتى ظنَّ البعض مِمَن يرون الصورة من بعيد، أنها بالفعل من أصحاب الأموال والأملاك، إلا أنها في الحقيقة لا تتعدى كونها سيدة مُسنة تعيش على معاش شهري بسيط وتعول ابنها المريض: «باخد معاش 3 آلاف جنيه في الشهر والحمد لله مكفيني أنا وابني ومش محتاجين».
«نعيمة»: ربنا مطول عمري علشان خاطر ابني
ورغم معاناة «نعيمة» من مشكلة صحية في القلب، إلا أنها تشعر بالإمتنان الشديد لله على ما منحه إياها من صحة وعمر طويل جعلاها تعول ابنها المريض: «ربنا مطول في عمري علشان خاطر ابني.. بتمنى بس أعيش لحد ما أطمن عليه».