| من «محار بريمو» لعاجز.. «محمد» يتجول «بالمبخرة» بالشارع بحثا عن الرزق

فواحة تنطلق منها روائح البخور يجوب بها الرجل الأربعيني شوارع فيصل لكسب قوت يومه، ممكسا في يده اليسرى بعكاز يستند عليه، متأثرًا بحادث تعرض له، إثر سقوطه من الطابق الثالث، الأمر الذي أصابه بمشاكل صحية أبرزها عدم القدرة على السير بقدميه وأصبح غير قادر على العمل في مهنة «المحارة» كما اعتاد.

منذ عام تعرض محمد أحمد، صاحب الـ43 عامًا، من مواليد محافظة المنيا لحادث أليم منعه عن ممارسه عمله «محار» كما اعتاد عليه منذ عقود طويلة، موضحًا: «كنت بشتغل في المحارة بركب فرم وجبس ولكن بعد ما وقعت من الدور الثالث، عملت عملية وعملتي عجز في رجلي، وبقت رجل طويلة ورجل قصيرة»،  بحسب حديثه لـ«».

إصرار «محمد» على العمل

لم يلجأ ابن محافظة المنيا للتقاعد والإحباط، فاختار البخور ليتجول به داخل المحلات ينشر رائحته بمبخرته لجلب البركة للمكان، موضحًا: «مش بقدر اشتغل حاجة تاني، ومينعفش أقعد في البيت عشان مين هيأكل عيالي! ومفيش حد بيساعد حد إلا القليل»، لافتًا إلى أنه يعيش في شقة إيجار بمبلغ قدره 300 جنيه شهريًا، كما أنه لديه طفلين «اعتماد وعبدالله»، تتراوح أعمارهما بين 6 و8 سنوات.

معاناة ابن المنيا في طلب الرزق

«بأخد جنيه أو اتنين جنيه وبمشي».. أكد صاحب الـ43 عاما معاناته في طلب الرزق، إذ يسير كل يوم بشوارع فيصل من الساعة 6 مساءً حتى 11 مساءً بحثًا عن الرزق وتوفير مصاريف أسرته، موضحًا: «بقعد ألف في الشوارع لغاية لما أكون حق الإيجار اللي ساكن فيه، ومصاريف العيال»، كما أنه يستريح في الصباح، حتى لا يتألم من قدميه، ويستطيع تكمله يومه.

«محمد» يعافر من أجل أسرته

على الرغم تحذير الأطباء له بعدم الحركة كثيرًا إلا أن «محمد» لم يتوقف عن العمل ومازال يحارب من أجل الحياة، موضحًا: «الدكاترة قالولي متتحركش كثير، عشان أنت مركب مسامير وشرايح في رجلك» ولكنه مازال راضيًا بقضاء الله، متمنيًا أن يحصل على مصدر رزق ثابت، مؤكدًا: «عاوز معاش أو أي حاجة بس عشان أربي عيالي».