جسد ضعيف ووجه تملئه التجاعيد وابتسامة رضا.. هذا أكثر ما يميز «الحاجة فاطمة» وهي تجلس في السوق خلف فرشة الخضار، تلك السيدة السبعينية التي جسدت قصة كفاح كبيرة في تربية أبنائها منذ أن توفي زوجها وتولت مسؤولية إعالتهم بمفردها.
تحملت مسؤولية 8 بنات
ببساطة شديد وفخر بدأت تروي فاطمة إسماعيل، صاحبة الـ 76 عاما، في بث مباشر لـ «»، عن المسؤولية التي وقعت على عاتقها بعد وفاة زوجها، موضحة أنها أنجبت 8 بنات، ومنذ أكثر من 30 عاما توفي زوجها تاركا 3 بنات دون زواج، مضيفة أنها رغم ثقل الحِمل عليها، إلا أنها رفضت فكرة خروج إحدى بناتها للعمل؛ خوفا عليهن من الشارع، واختارت أن تتعب وتشقى بمفردها: «بدأت في بيع الخضار ومخليتش واحدة فيهم تشتغل ولا مدينا إيدينا لحد، أنا أتعب وأشتغل أه إنما بناتي لأ».
اقرأ أيضا «سيدة الخرسانة» بالدقهلية: «عمري 64 سنة وفي رقبتي 11 شخصا»
بعد سنوات من التعب والألم عاشتها «فاطمة»، وهي تخرج يوميا من الساعة السابعة صباحا لبيع الخضار في السوق، وحتى المغرب، تمكنت أخيرا من تجهيز بناتها وتزويجهن، لتبدأ في سلسلة أخرى من الكفاح كي تتمكن من إعالة نفسها، إذ تحصل على معاش شهري بقيمة 320 جنيها، وتحتاج 850 جنيها شهريا كإيجار للشقة التي تعيش فيها بخلاف فواتير الغاز والمياه والكهرباء: «أتعودت على الشغل وبشكر ربنا أنه مبارك في صحتي وقادرة أشتغل وأعول نفسي».
عزة نفس شديدة تتمتع بها «فاطمة»
على الرغم من حالة البساطة التي تعيشها السيدة «فاطمة»، التي تركت بلدتها في محافظة المنيا منذ زمن طويل وأتت للعيش في القاهرة، إلا أنها تتمتع بعزة نفس شديدة، تجعلها ترفض حتى الذهاب لمنزل أزواج بناتها لتناول أية أطعمة أو مشروبات: «أنا مش عايزة واحد فيهم يجي في يوم من الأيام يقول لبنتي أمك كلت ولا شربت عندي»، مضيفة أنها تستقبل بناتها الثمانية وأحفادها في منزلها، وتقدم لهم كل ما لديها، لكنها ترفض الذهاب إليهن رغم استيائهن وحزنهن في بعض الأحيان: «بناتي بيزعلوا مني بس معلش برضو مينفعش أروح لهم، أنا متعودتش على كده، وبيتي مفتوح لهم في أي وقت، وكله خير مش محتاجة حاجة من حد، ولا هقبل أن حد يجرحهم بكلمة بسببي».