موقف النبي صلى الله عليه وسلم مع قريش بعد فتح مكه يدل على خلق

موقف النبي صلى الله عليه وسلم مع قريش بعد فتح مكه يدل على خلق من الأخلاق الحميدة التي امتاز بها الرسول صلى الله عليه وسلم عن غيره من الناس، فقد ميّز الله تعالى نبيّه وخصّه بعدد من الأخلاق الكريمة الفاضلة التي لا تكون لغيره، ومن بين هذه الأخلاق الكريمة للنبي صلى الله عليه وسلم، ما كان منها مع قريش بعد فتح مكة المكرمة، فقد تعامل النبي بخلق كريم مع قبيلة قريش بعد فتح مكة المكرمة، فما هو هذا الخُلُق.

موقف النبي صلى الله عليه وسلم مع قريش بعد فتح مكه يدل على خلق

موقف النبي صلى الله عليه وسلم مع قريش بعد فتح مكه يدل على خلق العفو، والمقصود بالعفو هو: الصفح عن من أخطأ أو تجاوز حدّه، ويعني العفو أيضًا: التجاوز عن أخطاء الآخرين، والعفو عند المقدرة، ووضع الأعذار للآخرين، والنظر في مزاياهم وحسناتهم بدلاً من النظر في أخطائهم وعيوبهم، وقد أمر الله تعالى نبيه بالعفو والصفح في الكثر من الآيات الكريمة، وقد ضرب لنا النبي صلى الله عليه وسلم أروع الأمثلة في العفو والصفح والتجاوز عن أخطاء الآخرين، وكانت صور تطبيق العفو قد شملت كل من تعامل نعه، فكانت يعفو مع أصحابه وأعدائه، وفي الحب والسلم، ومع أهله وجيرانه، وكذلك في معاملاته.[1]

شاهد أيضًا: دعاء اللهم انك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا مكتوب

نماذج من عفو النبي وصفحه

من أهم نماذج العفو التي بدت بصورة واضحة جليّة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم نذكر:[2]

موقفه صلى الله عليه وسلم مع أهل ثقيف

فعن عروة بن الزبير أن عائشة أم المؤمنين قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: (أنَّها قالَتْ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: هلْ أتَى عَلَيْكَ يَوْمٌ كانَ أشَدَّ مِن يَومِ أُحُدٍ؟ قالَ: لقَدْ لَقِيتُ مِن قَوْمِكِ ما لَقِيتُ، وكانَ أشَدَّ ما لَقِيتُ منهمْ يَومَ العَقَبَةِ، إذْ عَرَضْتُ نَفْسِي علَى ابْنِ عبدِ يالِيلَ بنِ عبدِ كُلالٍ، فَلَمْ يُجِبْنِي إلى ما أرَدْتُ، فانْطَلَقْتُ وأنا مَهْمُومٌ علَى وجْهِي، فَلَمْ أسْتَفِقْ إلَّا وأنا بقَرْنِ الثَّعالِبِ، فَرَفَعْتُ رَأْسِي، فإذا أنا بسَحابَةٍ قدْ أظَلَّتْنِي، فَنَظَرْتُ فإذا فيها جِبْرِيلُ، فَنادانِي فقالَ: إنَّ اللَّهَ قدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ، وما رَدُّوا عَلَيْكَ، وقدْ بَعَثَ إلَيْكَ مَلَكَ الجِبالِ لِتَأْمُرَهُ بما شِئْتَ فيهم، فَنادانِي مَلَكُ الجِبالِ فَسَلَّمَ عَلَيَّ، ثُمَّ قالَ: يا مُحَمَّدُ، فقالَ ذلكَ فِيما شِئْتَ، إنْ شِئْتَ أنْ أُطْبِقَ عليهمُ الأخْشَبَيْنِ، فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: بَلْ أرْجُو أنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِن أصْلابِهِمْ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ وحْدَهُ لا يُشْرِكُ به شيئًا)[3].

شاهد أيضًا: اعظم امانة اداها النبي صلى الله عليه وسلم هي

موقفه صلى الله عليه وسلم مع أهل مكة

((لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة دخل البيت، فصلى بين الساريتين، ثم وضع يديه على عضادتي الباب، فقال: لا إله إلا الله وحده ماذا تقولون، وماذا تظنون؟ قالوا: نقول خيرًا، ونظن خيرًا: أخ كريم، وابن أخ، وقد قدرت، قال: فإني أقول لكم كما قال أخي يوسف صلى الله عليه وسلم: لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِين).[4]

أهمية العفو عن الآخرين

من أهمية خُلُق العفو نذكر الآتي:[5]
  • العفو رِفعة وعزة، بل وثبت أن العفو والصفح يقي الإنسان من العديد من الأمراض الخطيرة كأمراض القلب، وارتفاع ضغط الدم، والشيخوخة المبكرة وغيرها.
  • العفو شعار الصالحين الأتقياء والأناة والنفس الرضية، وهو من الخصال الحميدة والأخلاق الكريمة.
  • العفو ليس بالأمر الهيّن إذ له في النفس ثقل لا يتم لا يتم التغلّب عليه إلا بمصارعة النفس ولا يكون ذلك إلا للأقوياء.
  • العفو قمة الشجاعة والرجولة وغلبة الهوى، وقمة الامتنان والعزة.
  • العفو والصفح عن الآخرين له أجر عظيم وثواب كبير ولأجل ذلك أثنى الله تعالى على عباده المؤمنين العافين عن الناس ووعدهم بجنات النعيم.

شاهد أيضًا: حدث فتح مكة المكرمة في عام

في نهاية مقالنا تعرّفنا على موقف النبي صلى الله عليه وسلم مع قريش بعد فتح مكه يدل على خلق العفو، والمقصود بالعفو هو: الصفح عن من أخطأ أو تجاوز حدّه، ويعني العفو أيضًا: التجاوز عن أخطاء الآخرين، والعفو عند المقدرة.

المراجع

  1. ^
    alukah.net , العفو والتسامح في حياته عليه الصلاة والسلام (خطبة) , 10/03/2022
  2. ^
    dorar.net , نماذج من عفو النبي صلى الله عليه وسلم وصفحه , 10/03/2022
  3. ^
    صحيح البخاري , عائشة أم المؤمنين، البخاري ، صحيح البخاري ،3231،  [صحيح]
  4. ^
    alukah.net , العفو والتسامح في حياته عليه الصلاة والسلام (خطبة) , 10/03/2022