من جهتها، نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية عن مسؤولين أمريكيين أن روسيا جندت مقاتلين سوريين لاستخدامهم في السيطرة على مناطق حضرية في إطار معارك المدن الصغيرة، وأفاد مسؤول بأن بعض المقاتلين السوريين موجودون بالفعل دون أن يقدم أية تفاصيل.
والواقع أن حديث التجنيد الروسي لمقاتلين سوريين ليس بعيد التحقق، وقد انتشرت شائعات منذ بداية الحرب في 24 فبراير أن المئات من المتطوعين في دير الزور انضموا للقتال إلى جانب الجيش الروسي، ومعظم هؤلاء من المقاتلين السابقين في ليبيا الذين عادوا بعد انتهاء عقودهم. ومن يعرف الواقع في سورية على المستوى الاقتصادي، وعلاقة روسيا بالمليشيات المحلية لا يستبعد فرضية تجنيد شباب سوريين للقتال، فموسكو هي التي أنشأت الفرقة 25 اقتحام التي يقودها العميد سهيل الحسن أحد أقرب الضباط إليها، بل ويحظى بحراسة ورعاية روسية مطلقة في سورية، ويمتلك الآلاف من المقاتلين الذين دربتهم روسيا، ناهيك عن المليشيات الأخرى مثل قائد مليشيا الدفاع الوطني في سورية نابل العبدالله، الذي يحظى أيضا بثقة الروس وينتمي إلى مناطق مسيحية أرثوذكسية، الأمر الذي يجعله أكثر الأشخاص المؤهلين لقيادة هذه المهمة.
المخاوف تتمدد إلى العديد من الدول العربية، خصوصا في دول يعاني فيها الشباب من الحصول على فرصة عمل، ودول تعاني من تدن اقتصادي. وفي تونس، أفاد مصدر بوزارة الخارجية أن السلطات بصدد التحري عما ذكرته تقارير صحفية عن مزاعم حول عمليات تجنيد لرعايا تونسيين موقوفين في السجون الأوكرانية للمشاركة في الحرب. وأوضح مدير الدبلوماسية العامة والإعلام بالوزارة محمد الطرابلسي لوكالة الأنباء الألمانية (الأحد)، أن السلطات التونسية تواصلت مع سفير أوكرانيا لديها لطلب معلومات بشأن تقارير محلية ودولية نقلت شهادات عن تونسيين في أوكرانيا. بكل الأحوال لن تتوقف كرة الحرب الأوكرانية الروسية عند الحدود الإقليمية، وفي حال استمرت ستظهر لنا بمفاجآت عديدة ولن يكون العالم العربي بمنأى عن هذه المفاجآت، وتبقى مسألة الارتزاق مرهونة بالأدلة الدامغة حتى يمكن القول إنها ظاهرة، رغم كل التأويلات والتسريبات.