| «طاهر سرحان» شاب بـ3 أرواح.. مبيض محارة وشاعر ومُحفظ قرآن

شاب مكافح منذ نعومة أظافره، دؤوب يحب العمل، فلولا ظهور ماكينات الحفر على الأخشاب بالليزر، لكان من أشهر «صنايعية» الموبيليا في مصر، وترك مهنة النحت على الأخشاب ليتجه لمجال المعمار والمحارة، وبعدما صال وجال في العديد من المهن المختلفة استقر في النهاية على أن يصبح محفظا للقرأن الكريم.

طاهر سرحان البالغ من العمر 30 عاما، من محافظة الدقهلية مركز منيا النصر، وخريج كلية الدراسات الإسلامية قسم الشريعة، يروي خلال حديثه مع «»، أنه بدأ يتعلق بالشعر في مرحلة الابتدائية والطابور الصباحي بالإذاعة المدرسية مرورًا بالمرحلة الإعدادية والثانوية، «لما درست في الأزهر بدأت أفهم في الشعر إلى حد ما وبدأت أقرأ فيه كتير».

احتكاكه بالشعراء خلال دراسته بالجامعة

على مدار رحلته في التعلم الأساسي كان يحاول إدراك مفاتيح الشعر بقدر إمكاناته، وعند بلوغه الحياة الجامعية بدأ يحتك بالشعراء والكتاب من خلال الكلية التي كان يدرس بها، «بدأت أدخل مسابقات في الشعر منها اللي كان باللغة العربية الفصحى ومنها اللي كان باللهجة العامية».

على مدار دراسته في المراحل التعليمية كان يعمل بالتوازي في العديد من المهن، ففي فترة كان يعمل في مجال المحارة والمعمار، موضحًا الشاب الثلاثيني أنه بدأ في تلك المهنة وهو في الفرقة الأولى خلال دراسته بكلية الدراسات الإسلامية، وخلال عمله في المحارة كان يواظب على الشعر وقراءة القرآن الكريم، «دايمًا وأنا في الشغل أيام المحارة كنت بحب طول ما أنا شغال أفضل أقرأ قرأن وأقول شعر، وكان كل زمايلي يحبوا يسمعوني وأنا شغال عشان مكنتش بتكلم كتير وأنا في الشغل».

الحفر على الأخشاب

أوضح «سرحان» أن مهنة المحارة لم تكن مهنته الأساسية فهو في الأصل يمتهن مهنة النحت والحفر على الأخشاب «أويمجي»: «الأويمجي هو الصنايعي  المتخصص في حفر النقوشات الموجودة على الأخشاب والصالونات وكل اللي شبه كده يعني».

وقال إنه يمتهن تلك المهنة منذ نعومة أظافره، وبالتحديد وهو طالب في الصف السادس الإبتدائي؛ نظرًا لأن مدينته تقع بجوار دمياط، فبحكم البيئة التي نشأ فيها اتجه للعمل في النجارة والموبيليا، بالتحديد قبل وجود ماكينات الحفر على الأخشاب والزخرفة، «في الأول كان الشغل كله يدوي مكنش لسه المكن ده نزل».

وعن عمله في تحفيظ القرآن الكريم، قال «سرحان»، إن كل من يحصل على شهادته الجامعية يحب ويفضل أن يعمل بها، «أنا راجل خريج شريعة إسلامية، فحبيت إني أبقى مُحفظ للقرآن الكريم عشان كده اتجهت لسكة التحفيظ والدروس».

واختتم الشاب الثلاثيني حديثه، بأنه حاليًا ابتعد عن مجال المحارة والمعمار وتفرغ لدروس تحفيظ القرآن، نظرًا لحبه لأن يعمل بمجال شهادته التي حصل عليها في كلية الدراسات الإسلامية، «كنت حابب أوي إني اشتغل بالشهادة بتاعتي».