«سافر واتغرب عشان يصرف علينا واتحرم من شبابه ووقفت حياته كلها»، بصوت حزين بدأ شرح مأساة شقيقه الأكبر وأمامه تقارير طبية يعود تاريخ أقدمها إلى عشر سنوات، حيث صار رب الأسرة طريحا للفراش بعد حادث كبير أفقده القدرة على الحركة.
مأساة محمد بدأت من 12 عاما
مبكرا وقبل أن يرى من الحياة نعيمها، بدأت مأساة الشاب «محمد عصام»، البالغ من العمر 32 عاما، حين سافر إلى المملكة السعودية للعمل هناك كنجار مسلح، متحملا الغربة من أجل الإنفاق على إخوته الصغار: «سنة 2010 سافر يشتغل في السعودية بحرفته اللي كان شغال بيها في مصر عشان يساعد والدنا على مصاريفنا»، ولم يمض شهرين فقط على سفره حتى أصيب في حادث أثر على النخاع الشوكي والعمود الفقري وألزمه الفراش طوال حياته، بحسب رواية شقيقه الأصغر «حجازي»، لـ«».
محمولا على الأيدي بعد أن فقد القدرة على الحركة، عاد محمد من الغربة إلى منزل العائلة بمركز أجا التابع لمحافظة الدقهلية، ليقضي ساعات يومه كاملا في الفراش وسط حسرة والدته ووالده الذي لم يتحمل حزنه على ابنه الأكبر وتوفي بعدها بعامين فقط: «بعد موت أبونا ومرض أخونا الكبير البيت بقى معتمد على معاش الأب بس وأمنا هي اللي بترعاه في أكله وشربه وأمور حياته» وبدأ الإخوة الصغار في رحلة بحثهم عن عمل مناسب لكسب قوت يومهم، بحسب وصف الأخ الأصغر حجازي.
الأخ يناشد المسؤولين علاج شقيقه الأكبر في ألمانيا
قبل أكثر من عشر سنوات لم يعرف الطب علاجا لحالة «محمد» وظل طريحا للفراش طوال السنوات الماضية، إلا أن الأمل تجدد بعد عرضه على بعض الأطباء الذي أخبروه بإمكانية التدخل الجراحي للعودة إلى حياته الطبيعية من جديد، وبحسب رواية الأخ الأصغر: «من 12 سنة مكنش ليه أي علاج لكن مؤخرا بعض الدكاترة قالوا في عمليات ليه للعلاج في ألمانيا، إحنا منقدرش على تكاليف السفر برا»، مناشدا المسؤولين بالنظر إلى حالة شقيقه الأكبر وعلاجه بالخارج على نفقة الدولة رأفة بحالة وحال والدته المُسنة التي ترعاه رعاية كاملة بمفردها.