ماذا حدث في الخامس عشر من شعبان هو سؤال لا بدَّ من تسليط الضوء على إجابته، وبيان أسرار هذه الليلة، فإنَّ شعبان هو الشهر الفضيل الذي يأتي قبل شهر رمضان مُباشرة، يستعد فيه المُسلمون لاستقبال شهر الصيام والقيام، ويُكثرون من الصيام فيه التزامًا بسنّة الحبيب المُصطفى عليه الصلاة والسلام، ومن خلال سطور هذا المقال سنقوم بتسليط الضوء على أحداث ليلة النصف من شعبان، وحكم صيامها وقيامها والاحتفال بها.
ماذا حدث في الخامس عشر من شعبان
ليلة الخامس عشر من شعبان هي الليلة التي تمَّ فيها تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة الشريفة، وذلك بعد اتخاذ بيت المقدس لمدة ست عشر شهرًا، وقد نزل في ذلك قوله تعالى: “قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ ۖ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا ۚ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ۗ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ”[1]، والله أعلم.[2]
حكم قيام ليلة النصف من شعبان
ورد في تخصيص ليلة النصف من شعبان ببعض العبادات والأفعال الكثير من الأحاديث الضعيفة أو المنكرة والتي لا يصح روايتها عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وعلى ذلك فإنَّه لا يجوز تخصيص هذه الليلة بقيام أو ذكر أو ما شابه ذلك، بل وإنَّ الاجتماع في المساجد لأحياء هذه الليلة هو أمر مكروه ويُعتبر من البدع التي تُؤدي إلى الضلالة، وقد ذهب إلى هذا القول مذهب الحنفية والمالكية، والله أعلم.[3]
حكم صيام ليلة النصف من شعبان
إنَّ الصيام في شهر شعبان بشكل عام هو أمرٌ ذو فضل عظيم وهو من السنن الواردة عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، فقد كان يصومه كلَّه إلا قليل، كما ورد أنَّه كان يصومه كلّه، إلا أنَّ تخصيص ليلة النصف من شعبان بالصيام والتعبّد بذلك اعتقادًا بفضلها وشأنها الرفيع هو أمر غير جائز، أمَّا إذا كان صيامها تبعًا لصيام أغلب الشهر أو لعادة في الصيام اعتادها المرء وصادف ذلك ليلة النصف فلا حرج عليه في ذلك، والله أعلم.
حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان
إنَّ الاحتفال بانتصاف شهر شعبان أي في ليلة الخامس عشر منه هو أمر غير جائز، وقد أجمع أهل العلم على عدم جواز تخصيص هذه الليلة بفضل أو عبادة، كما إنَّ ذلك يُعتبر من البدع ومُستحدثات الأمور في الشريعة، وإنَّ كل ما ورد عن فضل هذه الليلة وفضل العبادة فيها هو غير صحيح، ولا يُعتدُّ به، فقد أتمَّ الله تعالى على المُسلمين الدين، وبيَّن لهم كل العبادات والأعياد التي يجب أن يحتفلوا بها، وإنَّ استحداث أي أمر ونسبه إلى الشريعة الإسلامية هو بدعة وضلالة، والله أعلم.[4]
دعاء ليلة النصف من شعبان
ورد في ليلة النصف من شعبان قول رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم في حديث حسن: “إنَّ اللَّهَ ليطَّلعُ في ليلةِ النِّصفِ من شعبانَ فيغفرُ لجميعِ خلقِه إلَّا لمشرِك أو مشاحنٍ“[5]، فإنَّ في هذه الليلة مغفرة من الله تعالى لعباده وليس في الحديث دلالة على كون هذه المغفرة تطال من يقوم بنوع مُحدد من العبادة، ولا حرج في الإكثار من الدعاء في هذه الليلة طمعًا برحمة الله تعالى ومغفرته، إلا أنَّه لم يرد دعاء مأثور عن رسول الله يُقال في هذه الليلة، ولا صحَّة لوجود عدد من الصلوات التي يجب القيام بها في هذه الليلة، والله أعلم.[6]
شاهد أيضًا: فضل شعبان والاستعداد لرمضان
إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام المقال الذي أجاب عن سؤال ماذا حدث في الخامس عشر من شعبان، والذي بيَّن أنَّها الليلة التي تمَّ فيها تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة المُشرفة، كما ذكر حكم الصيام في هذه الليلة وحكم القيام أو الاحتفال.
المراجع
- ^
سورة البقرة , الآية 144. - ^
islamweb.net , تحويل القبلة , 12/03/2022 - ^
islamway.net , ليلة النصف من شعبان ….. الواجب والممنوع , 12/03/2022 - ^
binbaz.org.sa , حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان - ^
صحيح ابن ماجى , أبو موسى الأشعري، الألباني، 1148، حسن. - ^
islamweb.net , ليلة النصف من شعبان وما ورد فيها. , 12/03/2022