قبر الفتاة الراحلة
في واحدة من أكثر القضايا جدلا عبر التاريخ، أقدم طبيب على أغرب فعل ينافي جميع مواثيق الشرف الأخلاقية والمهنية.
«كارل تازلر»، طبيب ألماني، كان عمره 50 عاما، عندما قابل فتاة عمرها 20 عاما، وتدعى «إيلينا دي هويوس»، مصابة بمرض السل، في مستشفى «مارين في كي ويست» بفلوريدا.
ورغم أنه لم يكن هناك أي انجذاب بينهما، إلا أن «كارل» كان موقنا أن «إيلينا» هي الفتاة التي كانت تظهر له في الرؤى منذ أن كان طفلا، وأن عمته المتوفية أخبرته أنهما سيتزوجان، بحسب صحيفة «ديلي ستار» البريطانية.
وبعد وفاة «إيلينا» عن عمر ناهز 22 عاما متأثرة بمرضها في عام 1930، أصر تانزلر على دفع مقابل ضريح فاخر ليكون مكان الراحة الأخير لها، ولم يعلم الجميع أنه كان بحاجة إلى منع الجسد من التعفن فقط.
وبسبب حبه الشديد لها وهوسه بها، أقدم «كارل» على تحويل جثة الفتاة الراحلة إلى دمية جنسية لإشباع رغباته الملتوية، وحشى جسدها بقطع القماش ثم أدخل أنبوب في أعضائها التناسلية المنهارة والمتحللة حتى يتمكن من ممارسة الجنس معها، وغطى جسدها بالفورمالديهايد لإخفاء رائحة الجثة المتعنفة، وكان يظل بجانبها ويتحدث معها لساعات طويلة.
وعندما أصبحت الرائحة الكريهة للتحلل أكثر من اللازم بالنسبة له ، كان يجلس خارج القبو ويستمر في الهمس بأشياء حلوة عبر هاتف خاص، وظل مقتنعا بأن شبحها سيظهر له ويعلن حبها له، رغم أنها عندما كانت على قد الحياة لم تكن له أي مشاعر على الإطلاق.
وفي إحدى الليالي، كان تركها كثيرًا جدًا، لذلك أخذ جسدها المتعفن إلى المنزل؛ إذ كانت عروسه جثة لمدة 8 سنوات تقريبًا، وعقد العزم على إحيائها وتحقيق نبوءة عمته، جرب كل أنواع التجارب والعلاجات لإعادتها إلى الحياة، معتقدًا أن الموت قد يشفي مرضها، وبذل قصارى جهده لمنعها من التحلل، وألبسها ثوب زفاف أبيض.
وبالإضافة إلى غمر جسدها بالعطور والمواد الحافظة لإخفاء رائحة التسوس، استخدم «كارل» سلك البيانو لتماسك عظامها معًا بينما تتفكك عضلاتها وأربطتها، كما أزال عينيها واستبدلهما بأخرى زجاجية ، وصقل بشرتها بمعجون مصنوع من الشمع والحرير، نظرًا لأن شعرها يتساقط بشكل طبيعي من فروة رأسها المتقيحة، جمع الخيوط، مستخدما شعر مستعار.
وبالمصادفة البحتة اكتشفت شقيقة الفتاة الراحلة ما فعله الطبيب المنحرف معها، وقبض على «كارل»، لكن قانون التقادم انتهى على جريمة سرقة القبور، لذلك أطلق سراحه.
وبشكل لا يصدق، شعر الرأي العام في ذلك الوقت بالشفقة عليه واعتبر أفعاله أنها أعمال رومانسي متيم، وليست شذوذًا مميتًا، وطلب الطبيب الألماني إعادة «إيلينا» إليه، لكن بدلاً من ذلك وضعتها السلطات في منزل جنازة محلي؛ إذ ذهب 7000 شخص لالتقاط رفاتها، في النهاية أعيد دفنها في قبر غير مميز، وغلف جسدها.
وفي عام 1952، انتحر «كارل»؛ إذ لم يتحمل فراق حبيبته عنه.