| «حنفي» ينقذ الطفلة «رحمة» من ظلمة الشوارع بعد تعذيب أهلها: «زي ولادي»

ساعات طويلة قضتها الطفلة «رحمة» وهي تسير مترجلة على قدميها في شوارع مدينة الخصوص دون أن تدري السبيل لمنزلها حتى أرهقها المشي والجوع لتجلس بيأس وخوف بالغ أمام أحد المخابز، ليجدها الرجل الخمسيني «حنفي»، الذي عطّف عليها ونقلها لمنزله وسط أولاده لحين الوصول لأهلها.

روى حنفي ماهر، من سكان مدينة الخصوص بمحافظة القليوبية في حديثه لـ«» أنه في أثناء عودته من عمله أمس، تفاجأ بصاحب مخبز مُجاور له يُريه الطفلة «رحمة» ويسأله عما إذا كان يعرف أحدًا من أهلها، أو يستطيع مساعدتها: «أنا من زمان في المنطقة وعارف كل اللي فيها علشان كده صاحب المخبز نادى عليا»، لتخبره الطفلة أنها يتيمة الأب وأتت إلى الخصوص مع والدتها لزيارة عمتها.

البحث عن أسرة الطفلة اليتيمة.. وشكوى من ضرب عمتها

«وصفت لي شارع قريب أنها كانت فيه، ولما رحنا هناك محدش أتعرف عليها من الناس».. هكذا قال «حنفي» صاحب الـ54 عامًا عن محاولته الوصول لأسرة الطفلة التي باءت بالفشل، لذا لم يرد تركها في الشارع بمفردها، وقرر أخذها للعيش في منزله وبين أبناءه، في ظل بحثه عن أسرتها: «عرَّفت الناس أنها عندي في البيت علشان لو أي حد سأل عليها». 

منذ الساعات الأولى التي قضتها الطفلة «رحمة» صاحبة الـ9 سنوات في منزل «حنفي»، تبين أنها تعرَّضت مسبقا لمعاملة قاسية، إذ ظهر بها عدة كدمات في أنحاء متفرقة من جسدها: «بناتي حكوا لي أنهم لما غيروا لها لبسها لقوا في آثار ضرب وكدمات على جسمها، وكمان كان في أثار عضة في دراعها»، إذ أخبرته الطفلة أن عمتها هي من أحدثت بها تلك الإصابات: «بتقول لي أنا عايزة أفضل عندكم هنا مش عايزة أرجع، أنتو هنا مش بتضربوني إنما عمتي لما بعمل حاجة غلط بتضربني».

بيانات قليلة تعرفها الطفلة عن هويتها

بيانات قليلة جدًا، تحفظها الطفلة «رحمة» عن هويتها، مثل اسمها، وأنها يتيمة الأب، وأتت من المطرية مع والدتها لزيارة عمتها في الخصوص ولذلك نوى الرجل الخمسيني «حنفي»، أن يُحرر محضرًا في قسم الخصوص، على أن يظل مُحتفظًا بالطفلة لحين الوصول لأسرتها: «هعمل محضر علشان أخلي مسؤوليتي وبفكر أروح أسأل في المدارس باسمها لو كانوا يدوني بيانتها كاملة»، موضحًا أنَّ الطفلة لا تعاني من أي اضطرابات عقلية أو نفسية.