طرحت صحيفة «نيويورك تايمز» 3 سيناريوهات لنهاية الحرب الروسية على أوكرانيا، أولها: توصل المفاوضات والوساطات إلى حل، لكنها حتى الآن تصطدم برفض الرئيس فلاديمير بوتين الدخول في أي مفاوضات جادة. استمرار الصراع لفترة طويلة ووقوع المزيد من الموت والدمار لأوكرانيا، وسيطرة موسكو بوتين على مساحة واسعة، أما السيناريو الأكثر رعبا لنهاية الحرب، فهو انغماس دول الناتو بشكل مباشر في الصراع عن طريق الخطأ أو استفزاز موسكو. وربما أصبح هذا الاحتمال أكثر وضوحا بعد استهداف روسيا قاعدة عسكرية تضم متدربين أجانب على الحدود الأوكرانية البولندية.
وأعلنت روسيا خلال عطلة نهاية الأسبوع أن استمرار الجهود لنقل الأسلحة عبر تلك المنطقة إلى القوات الأوكرانية من شأنه أن يجعل القوافل «أهدافًا مشروعة»، في تحذير من أن مجرد حشد الأسلحة على أراضي الناتو لا يعني أنها محصنة ضد الهجوم.
وأجمع مسؤولون أمريكيون وأوروبيون على أن الجيش الروسي تعثر في خطة الغزو، وأن الأسبوعين القادمين سيحددان شكل الحرب وإذا كان يمكن التوصل لاتفاق عن طريق التفاوض، بعد أن شهد الأسبوع الماضي بصيص أمل في أن تبدأ مفاوضات حقيقية للتوصل إلى ممرات إنسانية للأوكرانيين للهروب من رعب القصف المكثف والهجمات الصاروخية، وربما تؤدي إلى محادثات سلام، لكن لم تتوصل لشيء.
وووضعت موسكو شروطها على الطاولة بقولها «إذا غيرت أوكرانيا دستورها لتكون على الحياد ولم تنضم للناتو، واعترفت بأن المناطق الانفصالية في دونيتسك ولوغانسك دولتان مستقلتان، وأن شبه جزيرة القرم جزء من روسيا، ستتوقف الضربات العسكرية في لحظة».
إلا أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بدا في مقابلة مع قناة «ABC News» منفتحًا بشكل مفاجئ على فكرة المفاوضات. وقال «من الواضح أن التحالف الغربي غير مستعد لقبول أوكرانيا، يمكننا مناقشة وإيجاد حل وسط حول كيفية عيش هذه المناطق».
وعلى الرغم من المشاكل اللوجستية للجيش الروسي، يبدو أن بوتين عازم على تكثيف حملته وفرض حصار على كييف وخاركيف وغيرهما من المراكز الحضرية الأوكرانية. وقال مدير وكالة المخابرات المركزية وليام جيه بيرنز الأسبوع الماضي: «أعتقد أن بوتين غاضب ومحبط الآن، مرجح أن يحاول سحق الجيش الأوكراني». وتوقع مسؤولون أمريكيون كبار أن تشهد الأسابيع القادمة قتالًا طويلًا يسفر عن سقوط آلاف الضحايا من الجانبين.
وأفاد مدير وكالة الاستخبارات الدفاعية سكوت دي بيرير بأنه مع حصار القوات الروسية لكييف من الشرق والشمال والجنوب وانقطاع الإمدادات، فإن مدة صمود العاصمة تتراوح بين 1014 يوما. فيما حذر القائد الأعلى السابق لحلف الناتو في أوروبا الأدميرال المتقاعد جيمس جي ستافريديس من أن «تكلفة سيطرة موسكو على كييف ستكون باهظة الثمن من الدم الروسي».
وعبر مسؤولون غربيون عن قلقهم من أن يوسع بوتين المعركة إلى ما بعد أوكرانيا، إذ إنه كلما تحرك القتال غربًا زادت احتمالية هبوط صاروخ خاطئ في أراضي الناتو، أو أن يسقط الروس طائرة تابعة لحلف الناتو، وهو ما قد يؤدي إلى توسيع نطاق الحرب.