08:55 م
الثلاثاء 15 مارس 2022
كتبت – سلمى سمير
بينما تشتعل الأحداث في الشمال بين روسيا والغرب، يدور صراع موازي في الشرق بين إسرائيل وعدوتها الأولى إيران، وذلك بعد سلسلة من الهجمات والردود حدثت على مدار الأيام الماضية، كانت آخرها في محطة فوردو النووية الإيرانية، وكالعادة، وجّهت طهران أصابع الاتهام إلى إسرائيل.
تخبرنا الرواية الإيرانية، أن محاولة التخريب كانت عن طريق ضابط بالموساد الإسرائيلي تواصل مع جار أحد العاملين بالمنشأة، وقام بتزويده بالمال وجهاز حاسوب لمعرفة المعلومات، مشيرة إلى أن الموظف ظلّ على تواصل مع الجاسوس حتى بعد معرفته بهويته الحقيقية.
محطة فوردو هي ثاني أهم منشأة نووية في إيران من حيث حجم أجهزة الطرد المركزي بعد منشأة نطنز، وتقع في الجبال جنوب مدينة قم في إيران، تحولت المحطة إلى مركز للأبحاث بموجب الاتفاق النووي الإيراني عام 2015، لكن بعد صعود دونالد ترامب لرأس السُلطة في أمريكا وانسحابه من الاتفاق في 2018، تراجعت طهران هي الأخرى عن التزاماتها وعززت تخصيب اليورانيوم لنسبة 20% في ديسمبر الماضي.
مَن المسؤول؟
أعلنت طهران أن كشف المخطط، كان بقيادة الحرس الثوري ودائرة مكافحة التجسس، مؤكدة القبض على “خلية إسرائيلية”، بينما لم ترد إسرائيل كعادتها بتأكيد أو نفي اتهامات إيران، التي طالما اتهمت تل أبيب باستهداف منشآتها النووية، واغتيال علمائها النوويين أبرزهم حسن فخري زادة “أبو القنبلة النووية” كما تصفه إيران.
وفي نفس اليوم أعلنت إسرائيل هجوم سيبراني على عدد من الؤسسات الحكومية، أحدث عطل في الوصول لعدد من المواقع الحكومية، لتعلن بعدها المديرية الوطنية للأمن السيبراني، استئناف العمل في جميع المؤسسات، لكن أكدت منظمة نتبلوكس “المتخصصة في مراقبة حركة الإنترنت عبر العالم”، أنه رغم استعادة الوصول للمواقع الحكومية الإسرائيلية، لا يمكن الوصول إليها دوليا.
على عكس إسرائيل، أعلنت إيران أمس الاثنين، مسئوليتها عن الهجوم الإلكتروني، حيث أعلنت مجموعة القرصنة “بلاك شادو”، التابعة للحرس الثوري الإيراني، أنها وراء الهجوم، مؤكدة أن عشرات المواقع الحكومية الإسرائيلية أصبحت تحت سيطرة المجموعة.
كما ذكرت وكالة أنباء “فارس” التابعة للحرس الثوري الإيراني، أن عدة مواقع أبرزها موقع الموساد خرجت عن الخدمة بفضل “هجوم إلكتروني إيراني”.
بداية التصعيد
ويأتي تتابع الأحداث من قصف إسرائيل، لمستودع أسلحة وذخيرة تابع لإيران، قبل نحو أسبوع، بمحيط مطار دمشق الدولي، قُتل على إثره إثنين من كوادر الحرس الثوري الإيراني، توعدت بعدها طهران، بالرد على تل أبيب قائلة “إن إسرائيل ستدفع ثمن هذه الجريمة”، بينما قالت صحيفة المعاريف الإسرائيلية، إن العملية لم تقصد الضباط، بل برنامج الصواريخ الدقيقة الخاصة بإيران في سوريا.
قبل قليل
هجوم صاروخي من قبل #ايران على القنصلية الامريكية في مدينة #أربيل pic.twitter.com/VVTy9IPwqq
— الجلاد (@oerd_i) March 13, 2022
وفي الحقيقة لم يأتي رد إيران المتوعد في إسرائيل بل كان أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق الحدودي مع إيران، باستهدافها بعشرات من الصواريخ الباليستية، الأحد، قالت إيران إنها قصفت بها موقعا استراتيجيا للتخابر الإسرائيلي، في أربيل وهو الأمر الذي نفته واستنكرته السلطات العراقية، مؤكدة عدم تواجد أي أجهزة استخباراتية على أراضيها.
يأتي رد طهران، على تصريحات مسؤولي العراق، بأنها طالما حذّرت من استخدام أي طرف ثالث لأراضي العراق، لتوجيه ضربات تستهدف إيران.
وليست تلك المرة الأولى التي تستهدف فيها إسرائيل، شخصيات ومواقع إيرانية، خاصة في سوريا، ففي 2018 اتهمت إيران إسرائيل بقتل 4 عسكريين من قادتها، في ضربات بمحافظة حمص.