صناعة الخوص والسعف تعد من أبرز المهن اليدوية الشعبية وهي حرفة تناقلها الأجداد، لتسد بعض احتياجاتهم اليومية وعلى الرغم أنها مهنة تراثية قد أوشكت على الانقراض ولكن حرصت فتاة أسوان على عمل مبادرة لإحياء المهنة بطريقة جديدة.
فاطيما محمود، صاحبة 25 عاما من محافظة أسوان وحاصلة على كلية الدراسات الإسلامية بجامعة أسوان تروي في حديثها لـ«»، أن رفض والديها استكمال دراستها في القاهرة هو السبب الذي جعلها تفكر في ممارسة المهنة التي ترغبها: «المفروض كنت أروح أدرس في جامعة القاهرة لكن أهلي رفضوا عشان المسافة البعيدة، فكملت في جامعة أسوان».
فاطيما تعمل على إحياء صناعة «الخوص» من جديد
لم يكن لدى الفتاة شغف في استكمال مجالها الدراسة: «بعد ما دخلت الكلية مكنتش حاسة أني هو ده الشغف أوالحلم اللي أنا كنت عاوزة أمشي فيه باقي حياتي»، إلى أن قررت أن تمارس مهنة صناعة «الخوص»، لكي تعيد إحياءها من جديد: «كنت شايفة أني منتجات الخوص في أسوان بتقتصر على القفة والطبق النوبي بعدين قولت هختار المهنة دي عشان أطور فيه».
نظرات اندهاش بدت على ملامح كل من عرضت عليه فكرتها في بداية الأمر، لم تهتم بها «فاطيما»، خصصت مكانا لمبادرتها التي أطلقت عليها اسم «سعفة» كمشغل لدعم وتعليم السيدات والمرأة المعيلة وأحضرت خامات «الخوص» المختلفة: «كنت عايزة ألاقي فرص شغل للستات المكافحة اللي ظروفهم صعبة وبدأت أعلمهم وفي مجموعة بتعمل الضفيرة ومجموعة بتعمل الشنطة ومجموعة بتقفل».
أشكال مختلفة من الخوص تقدمها فاطيما
فترة قليلة مضت حتى ذاع صيت المشغل وتوالت عليه السيدات للعمل: «الستات كلها في القرية هنا بقت تاجي وتقولي عاوزة اشتغل معاكم»، لافتة أنها شاركت في الكثير من المعارض التراثية، منها معرض «تراثنا»، كما أنها تقدم أنواع مختلفة من المنتجات : «بنعمل منتجات خاصة بالديكورات زي الحاجة بتاعة الإضاءة وكمان إكسسورات البنات وشنط».