هل المريخ أقرب كوكب للأرض؟.. شغل ذلك السؤال بال الكثيرين، فحاولوا الوصول لإجابة قاطعة حول الكوكب الأقرب للأرض، ومقدار المسافة التي تفصلنا عنه، إلا أنه وبرغم كثرة ترديد هذا السؤال، إلا أنه لا يمكن الإجابة عليه بشكل قاطع، إذ أنه وبحسب الدراسات فإن كواكب المجموعة الشمسية في حركة دوران مستمرة حول الشمس، ولذلك درجة قرب أحدهم إلى الأرض تختلف من حين لآخر.
هل المريخ أقرب كوكب للأرض؟
إذا أردنا أن نُجيب على هذا السؤال، علينا أولًا أن ننظر إلى ترتيب المجموعة الشمسية التي تتكون من 8 كواكب مُرتبة حسب قربها من الشمس، وهي «عطارد، الزهرة، الأرض، المريخ، المشترى، زحل، أورانوس، نبتون»، لذا مع النظرة الأولى للترتيب يتضح لنا أن كوكبي الزهرة والمريخ هما الأقرب للأرض.
وبحسب الدراسات فإن كوكب الزهرة أكثر قربًا إلى الأرض من المريخ، إذ أن أقصى مسافة تفصله عن الأرض خلال رحلة الدوران حول الشمس لا تتجاوز 257 مليون كيلومتر، بينما المسافة الأقرب بينهما تصل أحيانًا إلى 42 كيلومتر فقط، أي ما يُعادل نصف المسافة التي تفصل المريخ عن الأرض في أقرب حالاته، بحسب وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا»، التي أكدت أن الزهرة هو أقرب جيراننا، في حال الحديث عن أكثر الكواكب قربًا من الأرض أثناء الدوران حول الشمس.
الزهرة أم المريخ أقرب كوكب للأرض؟
وبالرغم من القرب الشديد لكوكب الزهرة من الأرض أثناء دورانه حول الشمس، إلا أن هناك دراسات تُشير إلى أن عطار هو الأقرب إلينا، وذلك لسبب كونه الكوكب الأول في المجموعة الشمسية من حيث ترتيب قربه من النجم الأكبر والأشهر، وبذلك فأنه يكون هو الأقرب إلينا، إذ أنه جزءٌ كبير من المدار الذي يسلكه كوكب الزهرة يأخذه بعيدًا عن الأرض، لمسافة أكثر من تلك التي تفصلنا عن عطارد، بحسب «روسيا اليوم»، وبذلك فإن مقولة المريخ أقرب كوكب للأرض، تكون غير حقيقية، ويصبح عطارد هو الإجابة على سؤال «ما هو الكوكب الأقرب إلى الأرض؟».
وربما يكون السبب وراء ظنَّ الكثير من الناس بأن المسافة بين كوكبي المريخ والأرض، هي الأقل مقارنة بالمسافة بين الأرض وأي كوكب آخر في المجموعة الشمسية، هو أن المريخ يأتي في المرتبة الرابعة بعد الأرض من حيث قربه من الشمس.
بالإضافة لعدة أسباب أخرى قد يكون من بينها، التشابه في التركيب مع كوكب الأرض، إذ تتداول عليه الفصول الأربعة خلال العام، إلا أنه اعتقاد ثبت خطئه، إذ أن أقرب مسافة بين كوكبي المريخ والأرض تقدر بنحو 54.6 مليون كيلومتر، وهي في حال أن تكون الأرض في أبعد نقطة عن الشمس والتي تسمى بـ«الأوج»، والمريخ يكون في أقرب نقطة للشمس والتي تسمى بـ«الحضيض»، وهو ما لم يحدث على مدار التاريخ بالكامل، إذ أن أقرب مسافة سجلها المريخ من كوكب الأرض كانت في عام 2003 والتي قُدرت حينها بـ55.7 مليون كيلومتر.
كوكب صالح للحياة خارج المجموعة الشمسية
وحول مسألة أقرب الكواكب إلى الأرض، يجدر الإشارة إلى أن العلماء ومنذ عدة سنوات، اكتشفوا وجود كوكب صالح للسكن خارج المجموعة الشمسية، وهناك اعتقاد أنه أقرب كوكب للأرض، وهو ما تم رصده من خلال تليسكوب عاكس في المرصد الأوروبي الجنوبي «ESO»، كما لفت العلماء إلى أن هذا الكوكب يدور حول نجم بروكسيما سنتوري، وتفصله عن الشمس نحو 4.25 سنة ضوئية، وبذلك وبحسب تأكيد المرصد الأوروبي، يكون هو الأكثر قربًا للأرض ويُمكن الوصول إليه، بحسب قناة «روسيا اليوم»، وبذلك يصبح القول بأن المريخ أقرب كوكب للأرض، خاطئ تمامًا، ولا مجال له من الصحة.