02:27 م
الأربعاء 16 مارس 2022
بيونجيانج- (أ ف ب):
أعلنت سيول أن كوريا الشمالية أطلقت الأربعاء “مقذوفا غير محدد”، لكن يبدو أن تجربة الإطلاق فشلت.
وأتت التجربة بعد أيام على اتهام واشنطن لبيونجيانج بالتحضير لإطلاق صاروخ “بكامل مداه” ما كان ليضع حدا لقرار التجميد الذي فرضته كوريا الشمالية من تلقاء ذاتها.
وعملية الإطلاق الفاشلة هي التجربة العسكرية العاشرة لبيونجيانج هذا العام، بعد سبع تجارب صاروخية وتجربتين وصفتهما كوريا الشمالية بأنهما ل”قمر استطلاع اصطناعي”.
وكشفت سيول وواشنطن الأسبوع الماضي أن هذه التجارب هي لنظام جديد للصواريخ البالستية العابرة للقارات أو ما يسمى ب”الصاروخ الوحش” الذي لم يتم اختباره من قبل.
وقال مسؤولون في هيئة الأركان المشتركة للجيش الكوري الجنوبي في سيول لوكالة فرانس برس إن الصاروخ البالستي المفترض “يبدو أنه انفجر في الجو بعيد إطلاقه”.
وحصلت عملية الإطلاق من منطقة سونان قرابة الساعة 09,30 (00,30 ت غ) بحسب المصدر نفسه.
وكانت تجربتا 27 فبراير و5 مارس أجريتا من منطقة سونان أيضا في بيونغ يانغ.
وذكرت وسائل إعلام يابانية نقلا عن مسؤول في وزارة الدفاع لم تكشف هويته أن كوريا الشمالية أطلقت ما يفترض أنه صاروخ بالستي.
وقال التلفزيون الياباني العام “إن اتش كاي” إن مسؤولين كبارا في الحكومة يعقدون اجتماعا في مكتب رئيس الوزراء لمناقشة القضية.
“الوقت الأمثل”
أعلنت الولايات المتحدة خلال الأسبوع الحالي أنها “عززت” أنظمة دفاعاتها المضادة للصواريخ في كوريا الجنوبية وأنها اجرت عرضا جويا من على حاملة طائرات في البحر الأصفر بعد التجارب الكورية الشمالية الأخيرة.
وتريد كوريا الشمالية امتلاك أنظمة صواريخ بالستية عابرة للقارات قادرة على حمل رؤوس عدة وقد عرضت للمرة الأولى نظام هواسونغ-17 للمرة الأولى خلال عرض عسكري في أكتوبر 2020.
وقال شيونغ سيونغ-تشانغ الباحث الرئيسي في معهد سيجونغ الخاص “ثمة مؤشرات تفيد بأن كوريا الشمالية اختبرت هواسونغ-17 اليوم”.
ولم يسبق أن اختبر هذا الصاروخ من قبل لكن واشنطن قالت الأسبوع الماضي إن بيونغ يانغ اختبرت قبل فترة قصيرة أجزاء من هذه المنظومة معلنة أنها قمر اصطناعي.
وتخضع كوريا الشمالية لعقوبات دولية صارمة بسبب برنامجيها الصاروخي والنووي، لكن الولايات المتحدة اعتبرت هذه التجارب بمثابة “تصعيد خطير” ولن تمر من دون عقوبات.
وجمدت بيونجيانج من تلقاء نفسها التجارب على الأسلحة النووية والأسلحة الطويلة الأمد لكن يبدو أنها على وشك العودة عن هذا القرار فيما المفاضات مع الولايات المتحدة في طريق مسدود والعقوبات متواصلة.
وأضاف شيونغ “فيما بات من غير المرجح كثيرا أن تفرض روسيا عقوبات إضافية على كوريا الشمالية في حال القيام بتجربة كهذه في ظل اجتياحها لأوكرانيا، تعتبر بيونغ يانغ على ما يبدو أن الوقت الأمثل قد حل للتحرك”.
ورأى أنه ينبغي إجراء ثلاث تجارب تقريبا للتحقق من حسن عمل صاروخ معين مضيفا انه يتوقع أن “تقوم كوريا الشمالية بتجربة أو تجربتين أخريين قبل 15 أبريل”.
وتحتفل كوريا الشملية في أبريل بالذكرى 110 لولادة كيم إيل سونغ مؤسس البلاد وجد كيم جونغ أون وتظهر الصور الملتقطة عبر الأقمار الاصطناعية ان كوريا الشمالية تستعد لعرض عسكري.
واوضح ليف-إريك أيزلي الاستاذ في جامعة ايها في سيول “ينوي النظام استعراض انجازاته التقنية الجديدة في ذكرى العاشرة بعد المئة لولادة مؤسسه كيم إل سونغ”.
وأضاف “في حال كانت عملية الإطلاق الأخيرة فاشلة فعلا من شبه المؤكد أن كوريا الشمالية ستواصل التجارب”.
وقال اهن تشان-إل الخبير في الدراسات الكورية الشمالية إن فشل تجربة الأربعاء المفترض يشير إلى أن الامر يتعلق “بصاروخ عادي”.
ويظهر التوقيت المختار مع مرحلة توتر بسبب الانتخابات الرئاسية في كوريا الجنوبية وفيما الاهتمام منصب على الحرب في أوكرانيا، ان بيونجيانج تسعى إلى تحقيق زخم كبير على ما أضاف.
وسيشكل إطلاق صاروخ بالستي جديد عابر للقارات تحديا للرئيس الجديد المنتخب في كوريا الجنوبية يون سوك-يول الذي وعد باعتماد نهج أكثر صرامة في مواجهة استفزازات الشمال.
ولم يستبعد يون إمكان إقامة حوار مع بيونغ يانغ لكن بعض المحللين يرون أن موقفه المتشدد يضيق بشكل كبير إمكان حصول حوار ثنائي.