رغم أن محمد إبراهيم، ابن محافظة الشرقية، بدأ ممارسة الرسم منذ نحو 3 سنوات فقط، إلا أنه استطاع خلال هذه الفترة القليلة أن يتقن الرسم ليس فقط بالرصاص والفحم وما شابه من مواد، وإنما أيضًا بالشاي وقشر اللب والفول السوداني، حتى أُطلق عليه «رسام الشاي».
بشيء من الحماسة والفخر، روى «محمد»، صاحب الـ25 عامًا، في حديثه لـ«»، أن أولى تجاربه في الرسم كانت منذ نحو 3 سنوات، وعن طريق الصدفة، مُضيفًا أنه كان يجلس وقتها رفقة صديق له وشاهده يرسم بالملح، ما أثار لديه حب الفضول والحماس، وأخبر صديقه أنه يُمكنه الرسم مثله: «صاحبي اتفق معايا إني لو رسمته بالقلم الرصاص هيديني الإسكتش بتاعه، وفعلًا رسمته، هي أينعم مكانتش مظبوطة بس شجعني وأداني الرهان فعلًا».
«محمد» يبدأ في اكتساب مهارات الرسم
منذ ذلك اليوم، راح «محمد»، الحاصل على ليسانس حقوق عام 2018، يعمل بكل جهده لاكتساب مهارات الرسم، ليكتشف مع مرور الوقت أن الله سبق وزوَّده بالموهبة، فراح ينقب حولها ليُظهرها أكثر وينميها: «بدأت أشتغل كتير وأمارس وأتعلم، ولو في حاجة وقفت قدامي كنت بسأل عليها صاحبي»، لافتًا إلى أنه بعد عام ونصف أتقن رسم الـ«بورتريه» بالرصاص والفحم وما شابه من الوالخامات، إلا أن كل ذلك أيضًا لم يشبع عطشه ورغبته في تقديم شيء مختلف يرتبط اسمه به.
فكر ابن محافظة الشرقية في ابتكار مواد وخامات جديدة للرسم ترتبط به وحده وتُظهره وسط كبار هذا الفن، إلى أن استقر به الحال على فكرة الرسم بحبّات الشاي، إذ يستعمل أولًا القلم الرصاص لتحديد ملامح الرسمة على لوحته البيضاء، ومن ثم يبدأ في وضع حبّات الشاي بنسب وكميات معينة مستعينًا بمادة لازقة لتثبيتها على اللوحة، ليخرج العمل في النهاية في صورة رائعة: «بستخدم فرشة مقاس واحد وقلم بس من غير سن وكارت صغير علشان أحرَّك به الشاي»، بحسب «محمد»، الذي أضاف أن المادة التي يعتمد عليها في تثبيت حبّات الشاي الناشفة، قوية جدًا وتحافظ على تفاصيل الرسمة لسنوات عديدة، وأنه لرسمه بهذه الطريقة أُطلق عليه اسم «رسام الشاي».
«محمد»: نفسي أعمل معرض خاص بأعمالي
إلى جانب الرسم بالشاي، برع «محمد» أيضًا في الرسم بقشر اللب والفول السوداني، وهو ما يُكبده بعض المشقة والوقت لتحضير كمية القشر التي يحتاجها، بحسب ما روى، لافتًا إلى أنه أنتج عدة أعمال مختلفة أبرزها كان «بورتريه» للفنانة الأمريكية مارلين مونرو، من قشر الفول السوداني، كما أشار إلى أنه يطمح في إنشاء معرض خاص بأعماله الفنية، وترسيخ ثقافة الابتكار في الرسم لدى الأجيال الجديدة.