عشية خطاب رئيس أوكرانيا فولوديمير زيلنسكي، (44 عامًا)، وهو يهوديّ ومولود لأبويْن يهودييْن، عشية خطابه بالكنيست، ركّزت وسائل الإعلام العبريّة في كيان الاحتلال على الخلاف الحّاد الذي نشب بين سفير روسيا الاتحاديّة في تل أبيب، وبين رئاسة الكنيست، التي ترفض منح موسكو فرصةً إسماع النوّاب في البرلمان وجهة النظر الروسيّة فيما يتعلّق بالعملية العسكريّة الروسيّة في أوكرانيا.
ونقلت مجلّة (تايمز أوف إزرائيل) عن مصادر سياسيّةٍ رفيعةٍ في دولة الاحتلال قولها إنّه “في اجتماعٍ متوترٍ مع رئيس الكنيست، ورد أنّ السفير الروسيّ، أناتولي فيكتوروف يُصِّر على أنّ المشرعين الإسرائيليين يجب أنْ يسمعوا وجهة النظر الروسية قبل الاستماع إلى الرئيس الأوكرانيّ.
ولفتت المجلة إلى أنّ مسؤولين أوكرانيين وإسرائيليين أكّدوا أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي سيلقي كلمة أمام الكنيست ووزراء الحكومة يوم بعد غدٍ الأحد الساعة السادسة مساءً بتوقيت فلسطين المحليّ.
وفي الوقت نفسه، ورد أنّ السفير الروسي لدى إسرائيل أناتولي فيكتوروف كان يسعى لإحاطة المشرعين قبل الخطاب، في محاولة لعرض وجهة نظر موسكو في العملية العسكريّة في أوكرانيا، وفي هذا السياق ذكرت هيئة البثّ الإسرائيليّة (كان) أنّ السفير فيكتوروف تواصل مع رئيس الكنيست ميكي ليفي، وهو من حزب (يش عتيد) بقيادة وزير الخارجيّة يائير لبيد، طالبًا منه السماح للمشرعين الروس بإطلاع نظرائهم الإسرائيليين قبل خطاب زيلينسكي.
بالإضافة إلى ذلك، ذكرت قناة (كان) الإخباريّة أنّ فيكتوروف أخبر ليفي أنّ أعضاء الكنيست يجب أنْ يتلقوا أولاً “ّ”المنظور الروسي، ووجهة النظر الروسية مع الأحداث الجارية”، كما جاء في تقرير هيئة البثّ الإسرائيليّة.
وأشارت المجلّة الإسرائيليّة في سياق تقريرها إلى أنّه لم يتّم توضيح كيف ردّ المتحدث، على الرغم من أنّ الرد الإيجابيّ على طلب السفير الروسيّ، من المرجح أنْ يجلب انتقادات شديدة من أوكرانيا، وربّما من دولٍ أخرى.
وفي السياق عينه، نقلت إذاعة الجيش الاحتلال (غالي تساهل) عن مصدر حضر الاجتماع بين السفير الروسيّ ورئيس الكنيست بأنّ بأنّه كان متوترًا جدًا، لكنّه أوضح أنّه لم تكن هناك محاولة من قبل المبعوث الروسي لمنع زيلينسكي من التحدث إلى الكنيست.
ولفتت المجلّة الإسرائيليّة إلى أنّ رئيس الكنيست قال “إنّه لشرف لي وللكنيست أنْ أستضيف خطاب الرئيس زيلينسكي، في هذا الوقت الصعب الذي يواجهه الشعب الأوكرانيّ”، على حدّ تعبيره، ولكنّ القناة الـ13 في التلفزيون العبريّ أكّدت أنّ رئيس الوزراء ووزير الخارجيّة سيُشارِكان في الجلسة يوم الأحد، ولكنْ في الوقت عينه شدّدّت على أنّ أعضاء الكنيست يتضجّرون من توقيت خطاب زيلينسكي، لأنّه سيكون خلال عطلة الكنيست.
وأشارت المجلّة إلى أنّ زيلينسكي ، سعى في البداية إلى إعطاء خطاب افتراضي أكثر رسمية أمام الجلسة الكاملة للكنيست، لكن ليفي رفض الطلب، موضحًا أنّ البرلمان لن يكون قادرا على عقد مثل هذه الجلسة أثناء العطلة.
وقال منتقدون إنّ الدافع وراء قرار إسرائيل هو عدم الرغبة في أنْ ينظر إليها على أنّها تقف بشكل وثيق للغاية مع أوكرانيا وهي تسعى للحفاظ على علاقات العمل مع روسيا، لافتةً في ذات الوقت إلى أنّ تل أبيب تعتمِد على التنسيق مع روسيا لتنفيذ ضربات عسكرية في سوريّة ضدّ مَنْ أسمتهم بـ”وكلاء إيران هناك”، وبينما انتقدت الغزو الروسي، حاولت تجنب اتخاذ جانب واضح، على حدّ تعبيرهم.
يُشار إلى أنّ زيلينسكي كان قد زار الكيان رسميًا، وخلال تواجده في القدس المُحتلّة قام بأداء الصلاة اليهوديّة فيما يزعم اليهود أنّه “حائط المبكى” المتاخِم للمسجد الأقصى المُبارك، ودعم حرب إسرائيل على قطاع عزة في عام 2021، في الوقت الذي يناشد فيه دول العالم بالتدخل لوقف الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية.
وكتب الرئيس الأوكرانيّ فولوديمير زيلينسكي، في 12 أيّار (مايو) من العام الماضي 2021، تدوينة عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعيّ توتير، أعلن فيها تعاطفه مع الاحتلال الإسرائيليّ، مؤكّدًا أنّ هناك العديد من الضحايا جراء الصواريخ التي تطلق عليهم.
وقال عبر حسابه: “سماء إسرائيل مليئة بالصواريخ. بعض المدن مشتعلة هناك ضحايا. جرح كثير. العديد من المآسي البشرية. من المستحيل أنْ ننظر إلى كل هذا بدون حزن وأسى. من الضروري وقف التصعيد فورًا حفاظاً على حياة الناس”.
وفي عام 2021 كتب له أحد المتابعين تعليقًا اعتبره البعض نبوءةً تحققت في الوقت الحالي، حين قاله له “حين تُواجِه أوكرانيا نفس المصير مع روسيا حينها ستفهم المعني الحقيقي للضحايا”.
ما رأيك؟
رائع0
لم يعجبني0
اعجبني0
غير راضي0
غير جيد0
لم افهم0
لا اهتم0