يرقص «فطوطة» على إيقاع النغمات المتسارعة لتهتز بسعادة باروكة الشعر «المنكوشة» وبذلته الخضراء المميزة تتوسطها «بابيون» كبير للغاية وأسفلها حذاء أصفر ضخم، بمشهد شهير ظل محفورًا في أذهان الجميع رغم أن شخصية «فطوطة» التي قدمها» الفنان سمير غانم، مضى على عرضها سنوات عديدة، لكنها ما زالت تتمتع بقدر كبير من الحب والجماهيرية بين الصغير قبل الكبير، ومن بينهم سماح جمعة.
سماح جمعة معلمة بإحدى المدارس الخاصة التابعة لمحافظة الفيوم، قررت الاستعانة بأدوات بسيطة وغير مكلفة حتى يسجد الأطفال عرضا لشخصية «فطوطة» في الإذاعة المدرسية، لإدخال السعادة والفرحة على التلاميذ احتفالًا بشهر رمضان، لأن الأجيال الصاعدة ربما لا تكون على دراية كاملة بتلك الشخصية الكوميدية: «الكبار كلهم عارفين شخصية فطوطة، لأنه علامة مميزة لجيل كامل كان بيقعد يتفرج عليه في التلفزيون وأنا منهم».
فتاة تبهر الحاضرين بشقاوتها
حب «سماح» لتلك الشخصية التي جذبت آلاف المتابعين، جعلها تقرر أن تصمم الملابس بنفسها وتستعين بأحد طلابها في المرحلة الابتدائية للقيام بدور فطوطة من خلال غناء المقطع الشهير من الفوازير «دو ري مي فطوطة»، وهو ما لاقى تفاعلًا واسعًا بين التلاميذ بعد أن تفاجأوا بكونها فتاة، حسبما روت «سماح» لـ«»: «الدور كان عليها وأبهرت الجميع».
تجهيز بدلة «فطوطة»
لتنفيذ «فطوطة»، ذهبت «سماح» إلى سوق الأقمشة في محافظة الفيوم، واشترت قماشًا بنفس لون ودرجة البدلة الشهيرة التي كان يرتديها سمير غانم: «عملتها واسعة علشان تبان الشخصية مصغرة فعلا»، إذ كانت أصعب مرحلة لها في التصميم هي الحذاء الأصفر، كونه بمواصفات معينة لذلك قررت لصقها بالبنطلون لتكون أسهل في الارتداء.
تصفيق وتشجيع كبير من إدارة المدرسة تلقته «سماح» وتلميذتها بعد انتهاء العرض، حتى أنهم طلبوا منها تصميم نفس الشخصية في الاحتفال القادم للمدرسة تقديراً منهم لدورها مع تنمية الأطفال، وهو ما جعلها تشعر بفخر شديد لما تنفذه من عمل إنساني: «الضحكة اللي بشوفها علي وجوه الأطفال بسببي عندي بالدنيا كلها».
أحلام عديدة تدور في ذهن المعلمة الثلاثينية، منها أمنيتها بأن يصل العرض إلى الشقيقتين دنيا سمير غانم وإيمي سمير غانم لإدخال السعادة لقلوبهما، كما تتمنى أن تنجح في تجسيد المزيد من الشخصيات المحبوبة لدى الأطفال.