في مهرجان القهوة بدا الزحام ضخما، فالكل يتسابق لتذوق أكواب منها بمختلف أطعمتها اللذيذة كالـ «فرنساوي»، و«سرياقوسي»، و«أسبرسو»، وغيرها من الأنواع التي لا يمكن حصرها من ذلك المشروب السحري الذي يتهافت عليه الجميع ليس من مصر فقط، بل أيضا من دول عربية عاشقة للقهوة على رأسها اليمن والعراق، في أحد الفنادق الشهيرة بالقاهرة.
سارة مدحت تشارك بمهرجان القهوة
وبين هذه الأجواء الكرنفالية التي انطلقت مع بداية شهر مارس الحالي، اختارت سارة مدحت، ركنا صغيرا فيه عبارة عن طاولة بيضاء صغيرة وبجانبها أكواب من متنوعة القهوة، لم تكن تتذوقها أو تعرضها على الجمهور، بل كانت للمفارقة تستخدمها كـ«باليته» لرسم أسماء الزوار بشكل لافت ومميز، وأحيانا وجوههم كهدية رمزية تعبر عن مدى حبها العميق للقهوة التي كانت وسيلتها لبدء مشروعها المختلف وهو رسم بورتريهات المشاهير من الفنانين والرؤساء والرياضيين ولم تنس أدباء وفناني الزمن الجميل.
«انتهز أي مناسبة متعلقة بالقهوة للمشاركة بها، وفى النسخة الثالثة من مهرجان القهوة، كان الحضور والاختلاط مع الجمهور وإظهار وسائل جديدة للاستمتاع بالقهوة رائع بالنسبة ليا».. هكذا أبدت «سارة» سعادتها بمشاركتها في المعرض، بينما كانت ترسم اسم زائرة يمنية بالقهوة: «كلنا يمكننا الاستمتاع بطعم القهوة، بس ممكن كمان دلوقتي نتبسط برؤيتها كفي لوحات مختلفة».
كتابة الأسماء بالقهوة حدث مميز جديد أضافته «سارة» لمشروعها الذي بدأته منذ عدة سنوات باسم «وش قهوة»، إذ حلمت بعد تخرجها من كلية الفنون التطبيقية بجامعة حلوان، أن تصبح صاحبة اسما لامعا في مجال الفن التشكيلي، إذ تراه وسيلة للتعبير عن الحياة المليئة بالمودة والدفء ودفعها هذا الحب إلى البحث عن سبل للإبداع فيه، فكان رسم البورتريهات بالقهوة فكرتها المبتكرة والذي جاء مصادفة بحسب تصريحاتها لـ«»:«سكبت القهوة بالخطأ على أوراق كنت برسم عليها، وبعد أن جف الورق لقيت أن شكلها جميل، فبدأت تجربة الرسم بالقهوة».
«سارة»: أقدم لوحات لها شكل حلو ورائحة حلوة
تحكى «سارة» أن كتابة الأسماء بالقهوة هو أيضا شكل فني يمكن الإبداع فيه، فتبتسم بسعادة عند قولها إن الطلبات التي تأتي لها في كتابة الأسماء بالقهوة تخضع لمزاج الشخص وارتباطه بنوع قهوة معين يفضله: «كل شخص يربط نوع القهوة التي يحبها بشكل الرسم الذي يرغب فيه، فهناك من يفضل أن ارسم لوحة له باستخدام بن مضبوط، وآخر يرغب في رسم لوحة أو اسم باستخدام بن على الريحة، وأعتقد أن حب الناس للفكرة نابع من ارتباطه بهم وبمزاجهم الشخصي، وهذا التنوع يجعلني أقدم لوحة فنية تشكيلية ليست فقط شكلها حلو بل لها رائحة حلوة أيضا».