«ما هو سر السكتات التي كان يحرص عليها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الصلاة الجهرية؟».. سؤال ورد إلى دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الإلكتروني الرسمي؛ لترد بأنه من آداب الصلاة؛ يندب للمصلي أن يسكت في الصلاة أربع سكتات.
تفاصيل الـ4 سكتات أثناء الصلاة
وتلك السكتات التي يفعلها المصلي، هي الأولى بعد تكبيرة الإحرام وقبل القراءة، وهي مستحبة لكل مصلِ عند من يقول بدعاء الاستفتاح، وهي ليست سكتة حقيقية، بل المراد عدم الجهر بشيء من الذكر؛ لاشتغاله بدعاء الاستفتاح؛ فقد روي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه آله وسلم إذا كبر في الصلاة سكت بين التكبير والْقِرَاءَةِ، فَقُلْتُ لَهُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، أَرَأَيْتَ سُكُوتَكَ بِيْنَ التَّكْبِيرِ وَالْقِرَاءَةِ أَخْبِرْنِي مَا تَقُولُ؟ قَالَ: «اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِنْ خَطَايَايَ كَالثَّوْبِ الْأَبْيَضِ مِنَ الدَّنَسِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْنِي بِالثَّلْجِ وَالْمَاءِ وَالْبَرَد».
وتابعت دار الإفتاء المصرية، في ردها أنه يسن عند جمهور العلماء لكل مصلٍّ أن يأتي بدعاء الاستفتاح سرًّا بعد تكبيرة الإحرام بأي صيغة من الصيغ الواردة في ذلك، مضيفة أنه شُرِعَت هذا السكتة؛ ليتسنى للمأمومين تأدية النية والتكبير ويتفرغوا لسماع القراءة.
أما السكتة الثانية: سكتة بين «ولا الضالين» و«آمين»؛ ليتسنى للمأموم موافقة الإمام في التأمين؛ لقول سمرة بن جندب رضي الله عنه: «حفظت عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سكتتين: سكتة إذا كبر وسكتة إذا فرغ من قراءة: «غَيۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَيۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّآلِّينَ».
السكتة بين الفاتحة والسورة مستحبة
وعن الثالثة، فهي السكتة بين الفاتحة والسورة، وهي مستحبة للإمام عند الشافعية والحنابلة؛ ليقرأ المأموم فيها الفاتحة، ويشتغل الإمام بالذكر والدعاء، ومكروهة عند الحنفية ومالك؛ لعدم ما يدل على مشروعيتها.
والرابعة، السكتة بعد القراءة وقبل الركوع، وهي سكتة لطيفة؛ لفصل القراءة من الركوع وتَرَادِّ النفس، وهي مستحبة عند الشافعي وأحمد وإسحاق.