عرضت الجامعة الكاثوليكية بإسبانيا، مؤخرا، أقنعة قادرة على إبطال خطر الفيروس المتسبب في الإصابة بكورونا المستجد«كوفيد 19»، وغيره من الفيروسات والبكتيريا متعددة المقاومة.
وتعتبر تلك الأقنعة الجديدة والتي يطلق عليها «FFPCOVID MASK» بمثابة اختراع ثوري هام في ظل «كورونا» حاليا، وفقا لما ذكرته شبكة «سكاي نيوز» الإخبارية.
وتم إنشاء تلك الأقنعة بفضل البحث الذي تم إجراؤه منذ بداية الفيروس بواسطة مختبر المواد الحيوية والهندسة الحيوية التابع للجامعة الكاثوليكية، بقيادة الأستاذ أنجيل سيرانو، من خلال تطوير مرشحات ذكية ذات قدرات معطلة، وهي موجودة الآن في هذه الأقنعة الجديدة.
مؤلف الدراسة: التقنية الجديدة خطوة إلى الأمام في الحماية من كورونا
وأوضح المؤلف الرئيسي للدراسة، أنجيل سيرانو: «تمثل تلك التقنية الجديدة خطوة إلى الأمام في الحماية من كورونا، حيث أن الأقنعة التقليدية التي يستخدمها السكان، لا تتمتع بقدرات مضادة للميكروبات، ولا تمنع الفيروس من الوصول إلى الجهاز التنفسي».
وأضاف سيرانو: «أردنا أن نذهب إلى أبعد من ذلك ونطور قناعًا لديه أيضًا القدرة على تدمير الفيروس بمجرد ملامسته للنسيج، لقد رأينا أيضًا أن الفلتر الخاص بنا كان فعالًا ضد البكتيريا شديدة المقاومة والتي لا يمكن تدميرها بالمضادات الحيوية».
وأشار سيرانو، إلى أنه إلى «جانب قدرة تلك الأقنعة على حماية الأفراد من الفيروسات المختلفة، فإن لديها القدرة على تعطيل عمل معظم الكائنات الحية الدقيقة التي نطردها من أفواهنا عند التحدث، فتلك التقنية الجديدة المستخدمة بالأقنعة تنتج نفايات أقل عدوى بشكل ملحوظ».
وكانت منظمة الصحة العالمية توقعت في وقت سابق، أنه بحلول عام 2050، من المحتمل جدًا أن يموت عدد أكبر من الأشخاص بسبب العدوى الناتجة عن البكتيريا متعددة المقاومة-تحمل جينيات متعددة للمقاومة- يفوق معدل الوفيات الناتج عن الإصابة بالسرطان، وهذا يبرز أهمية تلك الأقنعة الجديدة، التي تستطيع حماية المستخدمين من هذا النوع من البكتيريا، التي لا يمكن تدميرها بالمضادات الحيوية وتمثل خطرا كبيرا على صحة العالم في الحاضر والمستقبل.
من جانبه، قال رئيس قسم الأبحاث العلمية بالجامعة الإسبانية، فرانسيسكو أرتيجا، إن تحويل الجهد البحثي إلى منتج حقيقي، كان يتطلب وجود شريك مؤسسي يدعم هذا المشروع، مع الحفاظ على أن يكون سعر المنتج في متناول الجميع، وذلك وفقًا لقيم المسؤولية الاجتماعية التي تلتزم بها الجامعة.
وأوضح أرتيجا، أن هذا الالتزام الأخلاقي كان تحديًا إضافيًا للباحثين، لأن الفريق البحثي أصبح يبحث عن شركة تتبنى هذا المشروع الجديد، وتقبل أن يكون المنتج سعره مناسب، مضيفا، أن «التعاون بين الجامعة وشركة المنتجة للأقنعة كان مثمرًا للغاية، دمج المعرفة العلمية مع القدرات الصناعية هو رهان رابح وآمن».
بدوره، أشار المدير التجاري للشركة المنتجة للأقنعة، خوسيه سوريانو، في مداخلته أثناء العرض التقديمي، إلى أن الجامعة والشركة توصلوا إلى اتفاق للتعاون من اليوم الأول، لأن كلا الكيانين يشتركان في نفس الفكرة، المنتج الذي كان يجب أن يكون في خدمة المجتمع، مع وضع أولئك الذين عانوا من هذه الأزمة في الاعتبار، بما في ذلك العاملين في مجال الرعاية الصحية وجميع السكان المدنيين.
وأضاف سوريانو: «لقد مرت أقل من 3 أشهر، وتمكنا من بدء مشروع بسلسلة بعيدًا عن التعقيدات التقنية التي تم حلها في وقت قياسي، إن هذا إنجازا للاندماج بين الجامعات والشركات، ونحن فخورون للغاية بالعمل الذي قمنا به مع مؤسسة رائعة مثل الجامعة الكاثوليكية في فالنسيا».