فرحة منقوصة يشعر بها صناع الخير خلال استعدادهم للشهر الكريم، فنفحات رمضان تُعكرها قلة التبرعات هذا العام لأسباب مختلفة، فى الوقت الذى يحلمون فيه بتوزيع مزيد من شنط الخير ووجبات الإفطار على الأسر المستحقة، ونشر الفرحة فى الشوارع.
60 شنطة لرمضان تلقاها مدحت حامد، رئيس جمعية «العالم بيتى» بمنطقة الإمام الشافعى حتى الآن، فى الوقت الذى كان يجهز أكثر من 500 شنطة فى السنوات الماضية: «هناك اختفاء للمتبرعين بشكل ملحوظ، سواء كانوا أفراداً أو شركات أو محلات، رغم أنه لم يتبق سوى أيام ويهل شهر رمضان».
جهز «مدحت» مطبخ الخير، الذى يعد فيه كل عام وجبات إفطار الصائمين، لكنه لم يتلق حتى الآن أيضاً سوى 230 فرخة من المتبرعين: «المطبخ جاهز ليستقبل السلع الغذائية التى سنعدها فى رمضان»، مشيراً إلى أنه جهز 40 دراجة كموائد متنقلة لتوصيل شنط رمضان والوجبات للأسر.
ويرى «مدحت» أنه من المفترض تضافر كل قوى المجتمع فى هذه الآونة، وهو ما لم يظهر حتى الآن: «الظروف صعبة ليس فقط علينا كمجتمع محلى، إنما على الدول نفسها»، موضحاً أنه حدد سعر شنطة رمضان هذا العام بـ150 جنيهاً، ووجبة الإفطار بـ40 جنيهاً، للتيسير على المتبرعين: «الأفضل بالنسبة لى التبرع بالشنط والمكونات والأموال».
المشهد لا يختلف كثيراً بالنسبة لتهانى عوض، رئيس جمعية «كيان» الخيرية بمحافظة الإسكندرية: «الظروف الاقتصادية الصعبة أثرت على مكونات شنطة رمضان، كنا نضع بها من الصنف الواحد 5 كيلو، أصبحنا نضع 2 كيلو، وبدون لحوم أو فراخ، فنضطر لتقليل محتويات الشنطة، حتى نزيد من عدد الشنط والمستفيدين».
تستعد «تهانى» لأول مرة هذا العام، لعمل مائدة إفطار طوال أيام الشهر الكريم، ما زاد من التحدى أمامها: «المائدة تطعم 300 فرد، ونفكر فى تقليلها لـ150 فرداً بسبب الأزمة»، مشيرة إلى أنها تتمنى عمل مائدة فى الشارع إذا صدر قرار بعودة موائد الرحمن، وإذا لم يصدر فستكتفى بتوزيع الوجبات على الأسر. أكثر ما يزعج «تهانى» هو استغلال بعض التجار «الجشعين» للظروف الراهنة: «التجار يزيدون من الأزمة، بسبب تخزين السلع، والبيع بالأسعار المرتفعة، لتحقيق هامش ربح، حتى إن أوضحت لهم أن السلع لعمل خيرى».
باقٍ على رمضان أسبوع وجمعت «تهانى» 20 ألف جنيه، وهو مبلغ متواضع جداً مقارنة بالسنوات السابقة: «السنة اللى فاتت عبأنا شنط رمضان مرتين، وما قعدناش يوم فى البيت، ما بين توزيع الشنط والوجبات ومختلف الأنشطة، وأدعو جميع القائمين على العمل الخيرى للاجتهاد فى الظروف الحالية، وإخلاص النية، فهى تجارة رابحة».
أسر عديدة تنتظر حلول شهر رمضان، حتى توفر سلعاً تستفيد بها العام بأكمله، بحسب ما ذكرته «تهانى»، وللأسف الرؤية هذا العام لا تزال غير واضحة: «فى النهاية ربنا يستخدمنا ويكرمنا برزق الغلابة، رمضان بييجى بخيره».