“الجهاد الإسلامي” ينظم ندوةً عن واقع الأسرى في سجون الاحتلال بريف دمشق

نظمت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين -الساحة السورية، عصر اليوم السبت، ندوةً عن واقع الأسرى في سجون الاحتلال، وذلك بمقرها في مخيم خان دنون للاجئين، بريف العاصمة دمشق.

وحضر الندوة شخصيات اعتبارية، وممثلين عن القوى والفصائل الفلسطينية، وعضوي لجنة الساحة السورية بحركة الجهاد الإسلامي إبراهيم موعد وم. ياسر الزفري، ونخبة من كادر الحركة بالمخيم.

واستُهِلت الندوة بعرضٍ مرئي عن واقع الأسرى لاسيما النساء والأطفال منهم، بدءاً من لحظة اعتقالهم، مروراً بمرحلة التعذيب خلال التحقيق، وانتهاءً بقمعهم وعزلهم في الزنازين الانفرادية.

وأكد ممثل حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين بسورية إسماعيل السنداوي، أن هذه الندوة تأتي لإسناد الأسرى في سجون الاحتلال، كونهم جُرح شعبنا النازف الذي يسيل كل يوم.

وقال السنداوي :”الأسرى هم الممثلون الحقيقيون لشعبنا، فهم يعيشون يومياً حالة تماس مباشر مع الاحتلال، والعدو يحاول جاهداً قهرهم، كي يخرجوا مذلولين، ولا يفكروا بالنضال والمقاومة، ولكنهم يخرجون أكثر عزيمة وإصراراً، وآخرهم الأسير ابن النقب محمد أبو القيعان، الذي نفذ عملية الطعن الأخيرة”.

وتحدث السنداوي عن تجربته منذ لحظة اعتقاله -عام 1982 عندما كان في سن 16 عاماً- مروراً بمرحلة التحقيق معه، ومكوثه في سجون الاحتلال طيلة 18 شهراً.
وأوضح أن محققي الاحتلال الإسرائيلي يحاولون الضغط على الأسرى لانتزاع أي اعتراف منهم.

وتطرق السنداوي إلى وجود أكثر من 400 أسير فلسطيني، تعدوا في سجون الاحتلال ما يزيد عن 25 عاماً.

وتحدث عن معاناة الأسرى الأطفال، ومنهم البطل أحمد المناصرة، الذي يعاني اليوم نتيجة التعذيب والضرب على رأسه، الذي تعرض له خلال مرحلة التحقيق.
وأشار السنداوي إلى معاناة الأسرى المرضى، الذين يتعدون 700 أسيراً، ومنهم البطلين معتصم رداد وناصر أبو حميد، والأسيرات الأمهات، وفي مقدمتهن الأسيرة الجريحة إسراء الجعابيص، والأسرى كبار السن، وفي مقدمتهم البطل فؤاد الشوبكي.

واستعرض تجربة الأسير البطل منتصر شلبي، الذي حمل سلاحه، ولبى نداء القدس، رغم كونه مهندساً، ويحمل جنسية أجنبية، وهو من عائلة ثرية.
كما استعرض السنداوي، معاناة الأسرى الإداريين، والذين يتحدون الاحتلال منذ 83 يوماً، ويقاطعون محاكمه.

وشدد على أن المقاومة لا تألو جهداً من أجل تبييض سجون الاحتلال، منوهاً إلى أن على كل فلسطيني أينما وجد دور كبير في التعريف بمعاناة الأسرى وآلامهم.
بدوره، توجَّه عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (القيادة العامة) رامز مصطفى، بالتحية لأبناء المخيم، وبالشكر للإخوة الأعزاء بحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، الذين أتاحوا لنا فرصة اللقاء والحديث مع أهلنا بخان دنون.

كما توجه بالتهنئة للحركة الأسيرة لما أنجزوه بدفع الاحتلال للتراجع عن إجراءاته القمعية والتعسفية.

وأشار مصطفى إلى أن هذا الإنجاز يمثل تراجعاً تكتيكياً ليمرر شهر رمضان، لأنهم يستشعرون بأن هنالك حالة غليان في الضفة، والمدن المحتلة عام 1948، وفصائل المقاومة في غزة.
كما أشار إلى أن من دخل سجون الاحتلال من أبناء شعبنا، وصلوا لمليون أسير، وبالتالي لم يبق بيت فلسطيني إلا ودخل من أبنائه معتقلات العدو.

ونوه مصطفى هذه الحركة الأسيرة تأمل ومازالت بأن تشملهم عمليات التحرير من خلال أسر جنود الاحتلال، وتجارب فصائل المقاومة تُشكل حالةً رافعة لهم.

كما نوه إلى وجود 4800 أسير وأسيرة في زنازين ومعتقلات الاحتلال، مضيفاً “إن جاز التعبير الاحتلال يمارس “باب دوار”، فهناك من يدخل سجون الاحتلال، وهناك من يخرج منها، والهدف محاولة إجهاض عزيمة وإرادة الشعب الفلسطيني”.

وتابع مصطفى:”قد يعتقد البعض واهماً، وتحديداً المراهنون على التفاوض، أن يحقق الفلسطيني شيئاً. هناك عدداً من الأسرى معتقلون قبل “أوسلو”، إذاً هذا الرهان البائس، الذي لم يفك قيد الأسرى كيف سيرد الأرض؟!”، كما تساءل.

وبيّن “نتعلم من صبر الأسرى، ومن إرادتهم، وهي التي أرغمت إدارة سجون الاحتلال بأن تتراجع”.

وبحسب مصطفى فإن “التجربة النضالية للحركة الوطنية الأسيرة يجب أن تُدرس في أعلى المعاهد، وأن نقيم لها الورش والندوات”.

وشدد على أن الحركة الأسيرة جزء أصيل من هذا الصراع، لذلك هم يبذلون قصارى جهودهم لكسر إرادتهم.

كما شدد مصطفى على أن التجربة النضالية لهؤلاء الأسرى تمثل منارة لشعبنا، فهم مدرسة في الإرادة والصبر.

ووفقاً لمصطفى فإن المؤسسة الأمنية للعدو التي أصيبت بسبب (نفق الحرية) بخيبة أمل، أعادت كل رؤيتها وبرامجها، مشيراً إلى أن كيان الاحتلال لن يستفيق من الحالة التي شكلها لهم هؤلاء الأبطال الستة.

واستعرض تجربة مفجر ثورة الأمعاء الخاوية بسجون الاحتلال الشيخ خضر عدنان، الذي تعرض للاعتقال، وخرج مراراً، وأخيراً حاولوا اغتياله، لكونه لم يتراجع عن مسيرته ومواقفه البطولية، الجريئة.

وذكّر بعملية الجليل، التي أفضت بعملية تبادل تحرر بموجبها المئات من الأسرى، منهم الشيخ الشهيد أحمد ياسين، والدكتور الشهيد عبد العزيز الرنتيسي، وعدد كبير من قادة الشارع الفلسطيني.