أجمع قادة بارزون في عدد من الفصائل الفلسطينية على أنّ معركة “سيف القدس” هي نموذج للوحدة والانسجام بين مكوّنات الشعب الفلسطيني، مؤكدين أنّها بداية لخوض معركة “وعد الآخرة” وتحرير فلسطين.
جاء ذلك خلال ندوة سياسية نظمها نقابة المهندسين بالتعاون مع مؤسسة رواسي فلسطين اليوم الثلاثاء بمدينة غزة تحت عنوان “يوم الأرض ما بعد سيف القدس.. رؤية استشرافية”، بمناسبة ذكرى “يوم الأرض” الذي يوافق 30 من مارس لكل عام.
وحدةٌ فكرية
وأكّد عضو المكتب السياسي لحركة “حماس” محمود الزهار على أهمية معركة “سيف القدس” لشعبنا، حيث أكدت على ثوابت شعبنا وحمايتها من انتهاكات الاحتلال.
وقال الزهار “إذا استطاع شعبنا وبعض الدول المتضررة من الاحتلال الإسرائيلي تكوين وحدة فكرية جامعة، فإننا نستطيع تحرير فلسطين ونتخلص من الاحتلال”.
وأضاف “معركة وعد الاخرة هي أقرب إلينا مما نتصور، والمطلوب الآن وحدة موقف بأنّه يجب أن تكون هذه المعركة فاصلة بيننا وبين الاحتلال”.
ودعا الزهار إلى إعادة صياغة البرامج السياسية لقوى شعبنا الوطنية والتأكيد على أنّ “فلسطين كل فلسطين هي أرضنا، والمقدسات هي عقيدتنا”.
من جهته، قال القيادي بحركة الجهاد الإسلامي وليد قططي إنّ معركة “سيف القدس” أحدثت تحولًا كبيرًا في الصراع مع الاحتلال.
وقال قططي “تأتي معركة سيف القدس لتعيد البوصلة مرة أخرى تجاه قضيتنا، ولننتقل من فكرة التعايش مع الاحتلال لفكرة تحرير الأرض”، داعيًا إلى تشكيل جبهة وطنية لتحرير فلسطين و”تجاوز احتكام فريق أوسلو للقرار الوطني”.
وأضاف “ما نحتاجه الآن هو الإيمان بمعركة وعد الآخرة والوعي بها وإخراجها من عالم الغيب إلى عالم الشهادة”.
وشدّد على أنّ المستقبل يؤكد حتمية انتصار شعبنا وزوال الاحتلال؛ وذلك بحاجة لجهد وطني كبير يجمع حوله كل أبناء شعبنا وداعميه في الدول العربية والإسلامية نحو مشروع لتحرير فلسطين”.
برنامج نضالي
بدوره، شدّد القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أسامة الحاج أحمد أنّ تحرير الأرض يتطلّب تحقيق الوحدة الوطنية على أساس برنامج نضالي مشترك يضمن حقوق شعبنا.
وقال الحاج أحمد “ليس من المنطق التنسيق الأمني مع الاحتلال بل يجب سحب الاعتراف به، وإدانة كل أشكال التطبيع معه”.
وأكّد أنّ الجبهة الشعبية تضع آمالًا كبيرة على شعبنا، مشدّدًا على “أنّ أمتنا العربية والإسلامية لا يمكن لها أن تقبل كيانًا غريبًا في جسدها”.
وأشار إلى أن كل المؤرّخين أكّدوا أن معركة “سف القدس” هي بداية حقيقية لنهاية الاحتلال، مبيّنًا أنّها زرعت الأمل في نفس كل مواطن بأنّ الانتصار على الاحتلال وتحرير أمر ممكن.
وشدّد القيادي في الجبهة الشعبية على أهمية إجراء الانتخابات لكل مؤسسات شعبنا “لأنّه بدون وحدة وإجراء انتخابات تعبر عن تطلعات شعبنا لا يمكن التعبير عن هذه الوحدة”، داعيًا إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية لا تخضع لابتزازات الاحتلال وشروط الرباعية الدولية.
بدوره، بيّن القيادي بالجبهة الديمقراطية طلال أبو ظريفة أنّ معركة “سيف القدس” تعتبر معركة مفصلية ومنعطفًا كبيرًا ومهمًا على الصعيد الوطني “حيث حققت توازنًا وردعًا مع الاحتلال، ووحّدت كل مكونات شعبنا في كامل أماكن تواجده”.
وأوضح أبو ظريفة أنّ هذه المعركة أوجدت حالة من وحدة الشعب والأرض والقضية، مؤكدًّا أنّ الوحدة بحاجة لبرنامج نضالي مشترك واستراتيجية مُتفق على أدواتها.
وأضاف “لا يمكن أن نبني على نتائج معركة سيف القدس إلاّ في إطار مرجعية واحدة وبرنامج وطني مشترك، واستراتيجية تقوم على استنهاض المقاومة”.