ملحمة كروية عنيفة خاضها منتخبنا ي اليوم أمام نظيره السنغالي في إياب الدور الفاصل المؤهل لنهائيات كأس العالم 2022، والتي أقيمت في تمام الساعة السابعة مساءً على ملعب العاصمة السنغالية داكار، والتي أتت بعد انتصار المنتخب ي في مباراة الذهاب التي أقيمت يوم الجمعة الماضية باستاد القاهرة، بهدف نظيف دون رد سجله المدافع السنغالي ساليو سيس بالخطأ في الدقيقة الرابعة من عمر المباراة.
ضغوط كثيرة وقع تحت وطأتها لاعبو المنتخب ي، بدأت بثقل وأهمية المباراة الحاسمة التي يخوضونها على أرض الخصم، كما زادتها بعض التصرفات غير اللائقة من الجمهور السنغالي والتي بدأت بهتافات معادية لنجم المنتخب محمد صلاح، وإلقاء زجاجات المياه على حارس المرمى محمد الشناوي، بالإضافة إلى التدخلات والالتحامات الشديدة من لاعبي السنغال وسط سكوت غير مبرر وغير مفهوم من حكم المباراة الجزائري مصطفى غربال.
وبالرغم من الأداء القتالي الذي تميز به لاعبو المنتخب ي طوال الـ120 دقيقة، وخاصة بعد نزول اللاعب أحمد سيد زيزو في الثلث الأخير من الشوط الثاني الأصلي للمباراة، إلا أن كان لكل تلك الضغوط أثر شديد على كل اللاعبين وخاصة محمد صلاح الذي يحمل دومًا المنتخب على عاتقه، وهو ما ظهر بوضوح في تسديدته لركلة الترجيح.
ضغوط نفسية أجهدت لاعبي المنتخب
علق الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، في حديثه لـ«»، على أجواء المباراة، وعلى الضغوط النفسية التي سيطرت على نجم منتخبنا ي محمد صلاح، موكدًا أن السعي وراء النجاح والأفضلية هي لغة لا يعرفها سوى العظماء، لافتًا إلى أن «مو صلاح» مُكبل دائمًا بأعباء الحصول على جميع البطولات في كافة المنافسات التي يشارك فيها، كون ذلك يساعد على ترشيحه بقوة للحصول على جائزة أفضل لاعب في العالم، موضحًا أن كل ذلك يُمثل ضغوط وأعباء نفسية ثقيلة عليه.
وأضاف «هندي»، أن حَمل محمد صلاح لشارة الكابتن وسط كل لاعبي المنتخب وأمام 100 مليون مصري يشاهدونه باستمرار، تُزيد من ثِقل المهمة عليه، لافتًا إلى أنه وعلى الرغم من خوض «مو صلاح» للكثير من المباريات الحاسمة قبل ذلك، إلا أنه ومن الطبيعي أن يخونه جهازه العصبي مهما وصل إلى درجة كبيرة من الثبات الانفعالي، ومهما وصل إلى قدرات احترافية في اتخاذ القرارات: «دايمًا شايل حلم ملايين المصريين على كتفه، وده طبيعي يؤثر على تركيزه حتى لو في ثواني معدودة وللأسف ده اللي حصل أثناء تسديده لركلة الجزاء».
تجاوزات الجماهير السنغالية تزيد الضغط النفسي
كما أكد استشاري الصحة النفسية، أن الضغوط التي تقع على اللاعب المصري خلال مبارياته مع نادي ليفربول الإنجليزي، تختلف تمامًا عما تعرض له اليوم، مُشيرًا إلى التجاوزات غير اللائقة التي صدرت عن الجماهير السنغالية في حق كابتن المنتخب المصري وباقي زملائه: «برا في سلوك آدمي وحسن تعامل، إنما النهاردة كان الموضوع ماشي بصورة ممنهجة بداية من الهتافات ورمي زجاجات المياه وكشافات الإضاءة التي بدأت الاحتفال قبل انتهاء المباراة وكمان الميكروفونات اللي كانت موجودة معاهم»، مُستكملًا بأن قرار «كيروش» بالدفع بمحمد صلاح لتسديد الركلة الأولى وضع اللاعب تحت ضغط أكبر.
ووجه «هندي» في نهاية حديثه عبارات داعمة لنجم المنتخب ي ونادي ليفربول الإنجليزي، مؤكدًا أنه قَدم الكثير جدًا للمنتخب والشعب المصري، وأنه نجح بدرجة كبيرة بأن يقود مجموعة كبيرة من زملائه المحليين إلى منصات التتويج والمنافسة على الألقاب في كأس الأمم الأفريقية، والتصفيات المؤهلة لكأس العالم 2022، وأنه لا يزال المستقبل أمامه ذاخرًا بالبطولات وعليه التركيز فيها.