هارتس : المارد الفلسطيني خرج من القمقم ولن يوقفه أحد والقادم أخطر

 أكدت صحيفة “هأرتس” العبرية أن إسرائيل تواجه أسوأ أزمة أمنية منذ 6 سنوات، وسيستغرق الأمر وقتاً طويلاً لإعادة المارد إلى القمقم.
وقال عاموس هارئيل، الكاتب والمختص في الشأن الفلسطيني، في مقال له “خلال أسبوع شن المقاومون الفلسطينيون ثلاث هجمات دامية، أسفرت عن سقوط 11 قتيلاً وإصابة العشرات، وخلالها تمكنوا من الوصول إلى قلب المدن في إسرائيل وتنفيذ عمليات قتل جماعية دون أية معيقات”.
وتابع “لم تتمكن أجهزة الاستخبارات من كشف أي من تلك العمليات ليتقدم المهاجمون خطوة على الأجهزة الأمنية التي ما زالت تتخبط في الظلام، الأمر الذي وجه ضربة خطيرة للأمن الشخصي “للإسرائيليين”، لافتاً إلى أن التحقيقات الأولية أظهرت أن أحد التقديرات التي يُخشى من حدوثها قد حدثت بالفعل وهي إن أي عملية ينفذها فلسطينيون من أراضي 48 سيتبعها أخرى من مقاومين في الضفة الغربية، كان آخرها العملية التي نفذها شاب من يعبد في جنين، وفق موقع “الرسالة”.
ونوه هارئيل إلى أن أحد الأشخاص قدم مساعدة للمقاوم عبر تزويده ببندقية أم 16 ثم نقله إلى مكان العملية، قائلاً “هذه المرة لا يمكن وصف هذه العملية بالفردية، هذا الهجوم نفذه أشخاص ينتمون إلى إحدى الفصائل الفلسطينية.
وأضاف “سواء صدفة أم لا، وقع هجوم الخضيرة في الذكرى العشرين لعملية فندق نتانيا بارك، حيث قتل فلسطيني 30 إسرائيليًا في عيد الفصح، ما أدى  بالحكومة إلى إطلاق عملية السور الواقي في الضفة الغربية.
وشدد على أنه بالنسبة للعديد من الإسرائيليين، كانت تلك الأيام صدمة لا مصلحة لهم في استعادتها.
واعتبر هارئيل أنه في الأيام المقبلة، ستشهد المنطقة المزيد من الدعوات للانتقام وربما هجمات على الفلسطينيين وفلسطينيي 48، حيث جرت أشياء مماثلة في مايو الماضي خلال الحرب بين “إسرائيل” وقطاع غزة.
وقال هارئيل “إن الموجة الأخيرة من الهجمات الإرهابية هي الأسوأ منذ موجة الطعن والهجمات بالسيارات التي بدأت في خريف 2015 واستمرت نحو ستة أشهر، والإعلام العبري أطلق على تلك الموجة الانتفاضة الثالثة، لكن ثبت أنها تسمية خاطئة”.
وأوضح أنه ربما يكون المقاومون هذه المرة أكثر حذراً، ولا يتركون إشارات تحذير مسبقة على وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن حتى الآن من الواضح أن الأمر سيستغرق جهدًا كبيرًا لإعادة هذا المارد إلى القمقم، خاصة عندما تكون مقاطع الفيديو للعمليات متاحة على الشبكات الاجتماعية والمواقع الفلسطينية، مما يشجع الآخرين على أن يحذوا حذوها.
وذكر أن حماس تنظم مسيرة ضخمة على شاطئ مدينة غزة بمناسبة يوم الأرض اليوم الأربعاء، كما نُظمت ثلاث مظاهرات أخرى بالقرب من السياج الحدودي، وقد أدت هذه الاحتجاجات أكثر من مرة إلى اقتحام جماعي للسياج نفسه ومحاولات لاختراقه ومهاجمة جنود إسرائيليين.
ولفت إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي ينتشر بأعداد كبيرة نسبيًا على طول السياج، ويزيد عدد القناصين، وقد تم توجيه تعليمات مشددة إلى ممارسة أكبر قدر ممكن من ضبط النفس لمنع استهداف المتظاهرين، الذي قد يؤدي بدوره إلى مزيد من التصعيد.